نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
جرائم اصحاب الياقات المنشاة حوار مع لواء دكتور محمد محروس., اليوم الجمعة 30 مايو 2025 12:51 صباحاً
فيه جرائم صوتها عالي… فيها صريخ ودم وباب مكسور وسلاح ظاهر.
وفيه جرائم تانية بتتعمل بصوت واطي… بنبرة ناعمة… بكلام مهذب وورق مختوم وابتسامة ساكتة.
النوع التاني ده هو الأخطر.
مش كل جريمة لازم يكون فيها دم.
أخطر الجرائم هي اللي بتتخبى ورا ياقة منشاة ولبس انيق وربطة عنق ومكتب فخم وسلوك شكله راقٍ لكن جواه خيانة.
وخليني أوضح من البداية…
الناس دي مش كتير لكنها مؤثرة جدا.
البقعة في القماش الأبيض باينة. حتى لو صغيرة… بتشوه المشهد كله.
يعني مش كل طبيب فاسد، ولا كل محامي نصاب ولا كل موظف مرتشي…
لكن “بعض” الناس اللي في المهن دي قرروا يبيعوا ضميرهم. وهم عارفين إنهم بيأذوا غيرهم ومستخبيين في وسط ناس محترمة.
بعض الأطباء بقى تاجر فقط يكتب علاج مش لأنه الأفضل… لكن لأنه شريك في توزيعه أو بياخد عليه نسبة.
مش بس بيغش… ده بيلعب بصحة بني آدم ممكن تكون حياته على المحك.
والأسوأ لما يطلب تحاليل من معمل معين مع إن الحالة واضحة بس علشان العمولة.
أو يقرر عملية مع إنه عارف إن الحالة كانت تتعالج بأبسط من كده… بس العملية فيها فلوس أكتر.
ده مش دكتور… ده قاتل أنيق.
بيستخدم أدوات طبية بدل السلاح… وبيوقع ضحاياه لأنهم وثقوا فيه.
بعض المحامين يقدر يخلص قضية بتوكيل بسيط أو إجراء قانوني مباشر،
لكن يطول ويدور ويخلي الورق يترمي على الأرض والجلسات تتأجل علشان الأتعاب تكتر.
ده مش بيدور على عدالة… ده بيستثمر في مشاكل الناس.
بعض الصيادلة يوهمك إن العلاج ده هو الحل مع إنه أرخص منه وأفضل موجود
بس هو عنده كميات من ده. أو عليه مكسب أعلى.
يعني بدل ما يساعدك تتعالج بيسحب منك فلوسك ويقدملك الوهم.
بعض الموظفين يعطل ورقك، أو يماطل في استخراج مستند أو يخترعلك مشكلة علشان تجيب واسطة أو "تقدر ظروفه".
ده مش بس مرتشي… ده خان الأمانة وبقى بيخنق النظام اللي المفروض هو جزء منه.
بعض الفنيين والكهربائيين والميكانيكية بدل ما يصلحو العطل… يبدلو قطعة شغالة
أو يوهموك إنهم غيرو حاجة وهي زي ما هي.
النتيجة؟ كسبو شوية فلوس وخسروا أهم حاجة… الثقة.
بعض التجار، يخزنو سلع ضرورية زي الزيت والسكر أو يخبو الدوا علشان السعر يعلى
أو يشتروا كميات ضخمة من منتج معين علشان يتحكمو في السوق.
ده مش مجرد شطارة في التجارة… ده جشع بيصنع أزمة من لا شيء.
ناس كتير ماتت أو باعت دهبها أو غرقت في ديون… علشان تاجر واحد قرر يلعب بالنار.
بعض المدرسين يدخل الفصل وهو زهقان مش فارق معاه الطالب فهم ولا لأ.
يدرس بأي كلام ويستنى الدرس الخصوصي علشان يشتغل بجد.
ده مش بيساعد في بناء جيل… ده بيهدم المستقبل بإيده.
بعض رجال الدين بدل ما يكون صوت الحق يتحول لصوت السلطة أو لمجرد موظف بيقول أي حاجة تمشي حاله.
يبقى شايف الظلم وساكت.
يسمع الكذب ويبرره.
يبقى شايف الفساد ويسميه "اجتهاد شخصي".
ده مش بيوعي الناس… ده بيضللهم.
وكل واحد فيهم عنده مبرر حقير يريح بيه ضميره
"المرتب قليل"
"ما الكل بيعمل كده"
"أنا مش ملاك"
"ما هو الزبون مش هيفهم"
"مش هسيب غيري يكسب وأنا لأ"
لكن في الحقيقة…
هما بيبنو رفاهيتهم على أنين الناس… وخراب بيوت الغلابة.
ويسمو ده "ذكاء".
والأخطر من كده؟
لما المجتمع يسكت.
لما نشوف الطبيب أو المحامي أو التاجر أو المدرس أو رجل الدين أو الفني أو الموظف بيغش أو بيزور أو بيستغل ونسكت…
ساعتها إحنا بنديهم ترخيص أخلاقي يكملوا.
بنسلم ولادنا إن النجاح مش في الاجتهاد لكن في التحايل.
بنعلمهم إن الفساد "أسلوب حياة".
والنتيجة؟
مجتمع كله خوف وانعدام ثقة وأمراض نفسية وتفكك.
الناس بتحس إنها محاصرة بمؤسسات بقت أفخاخ مش حماية.
وكل واحد بيقول "أنا مالي… مش شغلي".
لكن الحقيقة؟
إحنا كلنا في المركب دي.
اللي بيغشك النهارده… هيتغش بكرة.
واللي بيخزن عليك الدوا… هيحتاجك يوم وميلاقيكش.
واللي كسر ضمير مهنته… كسر ظهر وطنه من غير طلقة واحدة.
المقاومة مش بالسكوت ولا بالتبرير ولا بتمثيل دور الضحية.
المقاومة إنك تقول "لأ" حتى لو الكل بيقول "آه".
إنك تحترم العامل الشريف أكتر من المدير الحرامي.
إنك تزرع في عيالك إن النجاح مش في الكسب السريع… لكن في الطريق النضيف.
ربنا ما بينضحكش عليه بالبذلات.
ولا بيغتّر بالألقاب.
ولا بيغلط في الحساب.
هيسألك
هل خنت أمانتك؟
هل بعت ضميرك؟
هل لبست الشرف وإنت فاضي من جواك؟
الملائكة ما بتكتبش عدد العيادات ولا حجم الحسابات
لكن بتسجل اللحظة اللي اخترت فيها تكون إنسان… أو لا.
واللي فاكر إن العقاب بعيد…
فهو أقرب من خياله.
0 تعليق