وافقت سلطات الاحتلال الإسرائيلي على طلب أممي بتوزيع الطحين على العائلات الفلسطينية مباشرة في القطاع، واستثنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين “أونروا” من أي دور مباشر في العملية، وذلك بعد 3 أشهر من التجويع الممنهج لميلوني مواطن بغزة، والرفض المتكرر لطلب المؤسسات الأممية السماح بدخول المساعدات الإنسانية .
وأكدت مصادر صحفية نقلا عن مصادر أممية بأن توزيع الدقيق سيتم وفق دورة تجريبية (واحدة) يوزع خلالها كيس طحين واحد لكل عائلة بالتعاون مع برنامج الأغذية العالمي.
وأوضحت المصادر أنه اذا سارت الأمور بشكل جيد، سيتم العودة إلى النظام القديم الذي يشمل توزيع الطحين وكراتين المعلبات، حيث أن التوزيع لن يتم باسم الأونروا مباشرة، بل عبر جهات أممية تستخدم موظفي ومقدرات الأونروا نفسها.
وفي السياق، أكد مصدر في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا”، اليوم الأربعاء، أنّ سلطات الاحتلال وافقت على طلب أممي بتوزيع الطحين على العائلات الفلسطينية بغزة مباشرة.
وبين أن أنّ منظمات دولية وبرنامج الغذاء العالمي ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين “أونروا” ستعقد اجتماعًا خلال الساعات القادمة، لبحث مسألة توريد الدقيق للعائلات مباشرة في جميع أنحاء القطاع وليس عبر المخابز.
وأفاد المصدر بأنّ لدى “أونروا” 400 نقطة توزيع جاهزة للعمل على مستوى مناطق قطاع غزة، وأن المنظمة الأممية لديها 3 آلاف شاحنة محملة بالمساعدات على معبر رفح؛ وقادرة على تسليم دفعة طارئة لجميع المواطنين.
بدورها، أكدت أونروا، أنها “تواصل المنظمات الأممية في قطاع غزة، بما في ذلك الأونروا، المطالبة باستئناف توزيع المساعدات بشكل مباشر وذلك من خلال الأنظمة الإنسانية الموثوقة والتي خدمت المجتمع منذ زمن طويل بكرامة وإنسانية”.
وتابع مكتب الإعلام والتواصل في تصريح صحفي: “في الوقت الحالي، لدى الأونروا آلاف الشاحنات المحملة بالمساعدات تنتظر الدخول إلى قطاع غزة. ونواصل الضغط على السلطات الإسرائيلية من أجل السماح بدخولها لاستئناف الدعم الذي يحتاجه المجتمع بشكل عاجل”.
وجددت التأكيد على أن “الأونروا والمؤسسات الإنسانية الأخرى، والتي على أتم الجهوزية والاستعداد لتوزيع كميات كبيرة من المساعدات بمجرد السماح لها بالدخول”.
وفي وقت سابق، انتقد المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني -في مؤتمر صحفي عقده في طوكيو- نظام توزيع المساعدات في قطاع غزة والمدعوم أميركيا، واعتبره هدرا للموارد وإلهاء عن الفظائع، وقال إن توزيع المساعدات في 3 أو 4 نقاط يجبر سكان غزة على النزوح، في حين أنها كانت توزع من خلال 400 نقطة.
وشهد اليوم الأول لتوزيع المساعدات في غزة وفق الآلية الإسرائيلية فوضى واسعة، وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن المسلحين التابعين للشركة الأميركية فقدوا السيطرة على مركز توزيع المساعدات، كما استشهد 3 فلسطينيين وأصيب العشرات بنيران جيش الاحتلال الإسرائيلي قرب نقطة لتوزيع المساعدات غرب مدينة رفح جنوب قطاع غزة.
وعن المخططات الإسرائيلية في غزة، أكد لازاريني أن “هناك نية لدفع سكان قطاع غزة نحو الجنوب في مساحة تساوي من 20 إلى 25% من مساحة القطاع”، مشيرا إلى أن غالبية مناطق القطاع تخضع الآن لأوامر الإجلاء العسكري، وتساءل: هل سيبقى الناس هناك أم سيتم دفعهم إلى الخروج من القطاع؟ وهل سننجح في وقف إطلاق النار؟ وإذا حصل كم سنعتمد عليه في إعادة الإعمار وإعادة بناء غزة؟
انتهى
غزة-تل ابيب/ المشرق نيوز
0 تعليق