في الذكرى الخامسة والعشرين لعيد المقاومة والتحرير، لم يكن صوت الجنوب محصورًا في الاحتفال بالنصر، بل امتدّ إلى صناديق الاقتراع، حيث تحوّلت المشاركة السياسية إلى فعل وفاء، واستُحضرت الذاكرة الجماعية في كل ورقة اقتراع.
في الجنوب، لا تنفصل الجبهات، ولا يفصل الزمن بين رصاصةٍ وصوت. هنا، حيث خطّ الحبر امتدادًا للبارود، شكّلت العملية الانتخابية استكمالًا للعهد ذاته، فأصوات الناخبين لم تكن مجرّد تعبيرٍ ديمقراطي، بل كانت صدى لقَسَمٍ لم يُنكث، وتأكيدًا أن المقاومة لا تُنتخب، بل تُبايَع.
لم تكن الخطى نحو صناديق الاقتراع مجرّد واجبٍ مدني، بل مسارًا اختلطت فيه الذكرى بالحلم، والدمعة بالوعد، والقرار السياسي بالانتماء الوطني. وفي الجنوب، حيث ارتفع السلاح ذات يوم دفاعًا عن الأرض، ارتفع الصوت مجددًا دفاعًا عن الخيارات، وعن هوية لا تزال تتجذّر في الوعي والقرار.
خمسة وعشرون عامًا مرّت، لكن وهج التحرير لم يخفت، ونداء الدم لم يخن العهد. فكما كان التحرير فعلًا شعبيًا مقاومًا، كانت صناديق الاقتراع اليوم ساحةً أخرى من ميادين الوفاء والانتماء.
المصدر: موقع المنار
0 تعليق