الاحتلال الإسرائيلي يسعى للسيطرة على 75% من قطاع غزة ضمن خطة “غزة الصغيرة” وسط تعثر مفاوضات التهدئة

قناة المنار 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

كشف تقرير للقناة 12 العبرية، اليوم الخميس، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يسعى إلى السيطرة على ما بين 70% و75% من مساحة قطاع غزة ضمن إطار العملية العسكرية المستمرة المعروفة باسم “عربات جدعون”، بهدف فرض واقع جغرافي وأمني جديد يُمهّد لإنشاء ما يُسمّى بـ”غزة الصغيرة”.

ونقلت القناة عن مسؤول أمني رفيع في كيان الاحتلال، أن الخطة تهدف إلى تقليص نطاق قطاع غزة، ودفع حركة “حماس” إلى فقدان السيطرة على مساحات واسعة، مع إخراجها من “مناطق الراحة” بالنسبة لها. وأوضح المسؤول أن الخطة تتضمّن إقامة نقاط تفتيش ومراكز سيطرة عسكرية لفصل “حماس” عن السكان.

في السياق ذاته، أعلن جيش الاحتلال، ظهر اليوم، عن إنذار جديد يُطالب سكان أحياء ومناطق واسعة شمالي قطاع غزة بإخلائها فورًا والتوجه نحو الجنوب، مهددًا بتوسيع عملياته العسكرية في تلك المناطق، في إطار سياسة التهجير القسري المتواصلة.

ووفق بيان جيش الاحتلال، فإن المناطق التي شملها الإنذار هي: غبن، الشيماء، فدعوس، المنشية، الشيخ زايد، السلاطين، الكرامة، مشروع بيت لاهيا، الزهور، تل الزعتر، النور، عبد الرحمن، النهضة، ومعسكر جباليا؛ واصفًا إياها بأنها “مناطق قتال خطيرة”.

وأكد البيان أن قوات الاحتلال “ستُوسّع نشاطها العسكري في هذه المناطق بشكل ملحوظ”، في وقت تتواصل فيه العملية البرية التي بدأت قبل خمسة أيام، ومن المتوقع أن تمتد لقرابة ثلاثة أشهر، بحسب مصادر عسكرية إسرائيلية.

من جهتها، ذكرت صحيفة يسرائيل هيوم، الثلاثاء، أن خطة “عربات جدعون” قد تمتد على مرحلتين: الأولى تستغرق نحو شهرين بهدف السيطرة على معظم مناطق القطاع، والثانية تستمر شهرًا إضافيًا لترسيخ وتوسيع السيطرة، وتقليص مساحة القطاع إلى الحد الأدنى الممكن.

بالتوازي مع العمليات العسكرية، تُسرّع سلطات الاحتلال من مساعيها لتهجير سكان غزة إلى خارج القطاع، عبر تنسيق مباشر مع الإدارة الأميركية، إلا أن مصادر مطّلعة صرّحت للصحيفة نفسها بأن “واشنطن لا تُبدي حماسة كافية لدفع هذه الخطة بسرعة”.

وأفادت القناة 12 بأن جيش الاحتلال يفرض حاليًا سيطرة عملياتية على أكثر من 50% من مساحة قطاع غزة، مشيرة إلى أن معظم هذه المناطق أصبحت خالية من السكان الفلسطينيين، الذين هجّروا مرارًا من مناطقهم ولجأوا إلى مناطق أخرى في داخل القطاع، خصوصًا مدينة غزة، والمخيمات الوسطى، ومنطقة المواصي، ومدينة خان يونس.

وأشارت القناة إلى أن تصريحات المسؤول الأمني بشأن السيطرة على 75% من القطاع تتناقض مع ما أعلنه رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، مساء أمس، حيث أكد أن الهدف النهائي للعملية هو “فرض السيطرة الأمنية على كامل أراضي قطاع غزة”.

وفي مؤتمر صحافي عقده الأربعاء، جدد نتنياهو رفضه لوقف الحرب، معلنًا أنه لا يقبل سوى “وقف مؤقت لإطلاق النار”، مضيفًا أن “قواتنا تسيطر على المزيد من المناطق في غزة، وفي نهاية العملية ستكون جميع أراضي القطاع تحت السيطرة الأمنية الإسرائيلية”.

في سياق متصل، قررت حكومة الاحتلال، مساء الأربعاء، سحب كامل وفدها التفاوضي من العاصمة القطرية، الدوحة، بعد ما وصفته بـ”الجمود” في المحادثات الجارية مع حركة “حماس” بشأن صفقة تبادل الأسرى. ووفق ما نقلته القناة 13 العبرية، فإن القرار جاء عقب مشاورات على مستوى القيادة السياسية، وتم إصدار تعليمات لجميع أعضاء الوفد، بمن فيهم الطاقم الفني، بالعودة إلى الداخل المحتل، بعد أن سبق وسُحب كبار أعضاء الوفد يوم الثلاثاء الماضي.

وأشارت القناة إلى أن تعثر المفاوضات يعود إلى تمسك الاحتلال بإبرام صفقة جزئية تؤدي إلى إطلاق سراح عدد من الأسرى مقابل وقف مؤقت لإطلاق النار، بينما تطالب حركة “حماس” بضمانات دولية، خصوصًا من الولايات المتحدة، بعدم استئناف الحرب عقب تنفيذ الصفقة.

في الوقت نفسه، ذكرت إذاعة جيش الاحتلال أن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية تواصل تعزيز قواتها في القطاع، وقد دفعت خلال اليومين الماضيين بألوية نظامية إضافية، من بينها لواء “هناحال” و”غولاني” و”كفير”، والتي انضمت إلى حرب الابادة المستمرة في قطاع غزة.

المصدر: مواقع

أخبار ذات صلة

0 تعليق