للمرة الأولى في تاريخ الانتخابات البلدية والاختيارية في لبنان، يُسجَّل هذا العدد الكبير من البلديات الفائزة بالتزكية، حيث تجاوز عددها الأربعين بلدية واقعة جنوبي نهر الليطاني، جرى التوافق بشأنها بين العائلات والفعاليات المحلية وتحالف “الثنائي الوطني”.
وفي هذا السياق، أكّد مسؤول منطقة جبل عامل الأولى في “حزب الله” عبد الله ناصر، أن “الانتخابات البلدية هذا العام تحمل طابعًا مختلفًا، إذ نخرج من حرب لا تزال آثارها قائمة، والعديد من الناس لم يعودوا بعد إلى قراهم، خاصة في الخطوط الأمامية”. وأضاف: “يُمارَس بعض الضغط على الناس من أجل التشكيك بالمقاومة ومشروعها، لكن العدو يكرر أخطاءه، إذ يظن أن الضغط سيفصل بين الناس والمقاومة، فيما الحقيقة أن كلما زاد الضغط، زاد التمسك بخيار المقاومة”.
وأنجزت عشرات القرى الاستحقاق بالتزكية، فيما تستعد قرى أخرى لخوض الانتخابات. وأوضح ناصر “نحن في القرى التي شهدت تزكيات، نشكر كل من ساهم وساعد وسعى للوصول إلى هذه النتيجة من فعاليات وشخصيات وعائلات. أما في القرى التي ستشهد انتخابات، فنؤكد أننا لا نعتبر أن لدينا خصومًا. هناك اختلافات في الرؤى والتوجهات، لكنها بين أبناء البيئة الواحدة، وكلٌ لديه وجهة نظر في إدارة الشأن البلدي، وهذا حقٌ نحترمه”.
وتابع: “حتى اللوائح المنافسة، مهما كان توجهها، فهي من أهلنا وناسنا، وندعو الجميع إلى المشاركة في العملية الانتخابية بروح إيجابية، دون فرض أو ضغوط، لأن الجنوب لطالما كان عنوانًا للتنوع والحوار”.
وفي رسالة إلى أهالي الجنوب عشية الانتخابات، قال ناصر: “هؤلاء هم الأيقونة الحقيقية للصمود والمقاومة، وهم البيئة الحاضنة التي ضحّت بكل ما تملك. نحن جزء منهم، وهم جزء منّا، وأي كلام لا يفيهم حقهم. ما من جديد في وفائهم، لا على أهل جبل عامل، ولا على من تهدمت بيوتهم أو صمدوا في وجه العدوان، وسنواصل معهم المسيرة على كل المستويات”.
كما توجهت قيادة “حزب الله” في منطقة جبل عامل الأولى بالشكر إلى رؤساء وأعضاء المجالس البلدية الذين خدموا طوال السنوات التسع الماضية، وتحمّلوا أعباء الأزمات الصحية والاقتصادية، وصمدوا في وجه العدوان، معتبرة أن الانتخابات الجارية تشكّل محطة لتجديد العهد مع الشهداء والمجتمع المحلي على مواصلة طريق المقاومة والإنماء.
المصدر: موقع المنار
0 تعليق