في ظل تصاعد التوتر داخل التحالف الحكومي وظهور بوادر سباق انتخابي مبكر، خرج نزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال، محذرًا من "لهيب التنافس" قبل أوانه، وموجهًا رسائل نارية لحلفائه قبل خصومه.

بركة، وخلال اجتماع المجلس الوطني للحزب بسلا، دعا الاستقلاليين إلى ضبط النفس وعدم الانخراط في أي صراع مبكر حول كرسي رئاسة الحكومة، مذكرًا بأن المغرب ما يزال في حاجة إلى استكمال الإصلاحات وتنزيل البرنامج الحكومي.

لكن في المقابل، لم يخفِ بركة طموح حزب "الميزان" لقيادة المرحلة المقبلة، مشددًا أن الاستقلال مستعد لتصدر المشهد السياسي، وسط حديث عن تراجع شعبيته بسبب ما وصفه مراقبون بـ"الترهل التنظيمي غير المسبوق".

تصريحات بركة تأتي في وقت بدأ فيه بعض قادة الأغلبية الحكومية إطلاق بالونات اختبار حول من يصلح لقيادة حكومة 2026، حيث يراهن حزب الأصالة والمعاصرة على "بنت الباشا"، بينما يرى التجمع الوطني للأحرار أن المعركة محسومة سلفًا.

في ظل هذا الاحتقان، أكد بركة أن حزبه يركز على تجديد تنظيماته وتطعيمها بنخب جديدة بحلول أكتوبر المقبل، استعدادًا لما وصفه بـ"معركة إعادة التموضع" في المشهد الحزبي.

بركة لم ينسَ ملف الصحراء، الذي وصفه بـ"القضية المقدسة"، معبرًا عن أمل حزبه في أن تكون سنة 2025 حاسمة في هذا المسار، في ظل التحولات الدولية المتسارعة والدعم المتزايد لمغربية الأقاليم الجنوبية.

وعلى المستوى الدولي، جدد بركة موقف الاستقلال الرافض لجرائم الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدًا دعمه المطلق لقيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، مشيرًا إلى أن لا استقرار في المنطقة دون حل الدولتين.

بركة استعرض ما اعتبره إنجازات وزراء حزبه، من السيادة الصناعية، والنقل المستدام، إلى حماية الطفولة ورعاية المسنين، مؤكدًا أن الحزب جزء من "قلب الدولة الاجتماعية"، ومستعد لقيادة مرحلة التحولات الكبرى.