تُجرى في محافظة بعلبك ـ الهرمل، يوم الأحد المقبل، الجولة الثالثة من الانتخابات البلدية والاختيارية في لبنان، وسط تصاعد في عدد التزكيات التي بلغت حتى الآن 16 بلدية، وقد تُلامس 30 بلدية.
وتدور معظم المعارك الانتخابية بطابع عائلي، في ظل غياب فعّال للمعارضة، ما يجعل الاستحقاق يُخاض بالكامل تحت سقف المقاومة. ويستمر التحالف الأساسي بين حزب الله وحركة أمل قائماً، مع انفتاح على شركاء محليين بحسب خصوصيات كل بلدة.
وقد اعتمد الثنائي الوطني استراتيجية ترتكز على التزكية كخيار أول، ثم التوافق، وفي حال تعذّر ذلك، يُترك المجال للخيار العائلي، احتراماً لبنية المجتمع المحلي وتماسكه.
وفي هذا السياق، رأى رئيس تكتل بعلبك – الهرمل النائب حسين الحاج حسن أن تجربة البلديات التي يرأسها أو يشارك في إدارتها أشخاص ينتمون إلى حزب الله أو يتقاطعون معه سياسيًا واجتماعيًا، هي تجربة “إجمالًا ناجحة”، لافتًا إلى أن الحزب أنشأ منذ انطلاقته جهازًا متخصصًا بالعمل البلدي يتولى مواكبة المجالس المحلية، وتعزيز قدراتها الإدارية والبشرية، وممارسة الرقابة لتحسين أدائها.
وأوضح الحاج حسن في مقابلة مع موقع المنار أن حزب الله لم يكتفِ بالدعم المعنوي أو التنظيمي، بل انخرط فعليًا في تلبية الاحتياجات الإنمائية لأبناء المناطق، من خلال قنوات متعددة أبرزها الوزراء والنواب والمؤسسات الرسمية والمنظمات الدولية، فضلًا عن تمويل مباشر من الحزب لعدد كبير من المشاريع التنموية، لا سيما في ظل الانهيار المالي الكبير وانخفاض قيمة موازنات البلديات. وقال: “في أصعب المراحل، ضخّ حزب الله أموالًا لدعم المجالس المحلية، سواء في تنفيذ مشاريع إنمائية أو في تغطية النفقات التشغيلية كالمولدات والمازوت وغيرها”.
وشدد على أن أي خلل تتم ملاحظته تتم معالجته بسرعة وجدية، مؤكدًا أن المتابعة مستمرة لكافة الملفات البلدية والخدمية.
وفي ما يتعلق بالمشهد الانتخابي، أكد الحاج حسن أن “بيئة المقاومة أثبتت مرارًا عمق التزامها بالخط السياسي للمقاومة، ووفاءها لتضحيات القادة والشهداء”، مشيرًا إلى أن هذه البيئة عبّرت عن تمسكها بهذا الخيار، سواء في التشييع الشعبي الكبير للقادة الشهداء، أو في التحضيرات الحثيثة الجارية لخوض الاستحقاق البلدي والاختياري.
وأضاف: “الحماسة تتجلى بوضوح في مختلف القرى والبلدات، حيث تُسجل في بعضها توافقات وتزكيات، وفي أخرى منافسة بين لوائح قوية. لكن في كل الأحوال، فإن التنافس يجري تحت سقف المقاومة والثنائية، وتحت راية الوفاء لدماء الشهداء”.
وفي توصيفه لدور البلديات، أشار الحاج حسن إلى أن “المجلس البلدي يشكل سلطة محلية أساسية، لكن لا يمكنه النهوض منفردًا في ظل الأزمة الاقتصادية، وتراجع قيمة العائدات والرسوم، وانكماش المساعدات من صندوق البلدية المستقل وعائدات الهاتف وسواها”، معتبرًا أن “على الدولة مسؤولية مضاعفة تجاه المجتمعات المحلية، إذ لا يمكن تحميل البلديات أعباء تفوق طاقتها”.
وانتقد الحاج حسن ما وصفه بـ”التمييز المزمن في السياسات الإنمائية”، مؤكدًا أن “الدستور نصّ على الإنماء المتوازن، لكن الواقع العملي ظلّ بعيدًا كل البعد عن هذا المبدأ، ما أدى إلى فجوات إنمائية صارخة بين المناطق، لم تُردم حتى اليوم”.
وعن أهداف العمل البلدي لدى حزب الله، قال: “لقد تحقق جزء من الأهداف المرسومة، لكن الجزء الآخر تعثّر بفعل عوامل عديدة، أبرزها ضعف موازنات البلديات، غياب السياسات التنموية المتكاملة، والتخبط في البرامج الحكومية، وصولًا إلى الانهيار المالي وانعدام الإمكانات”. وأضاف: “هذا الواقع حال دون إطلاق مشاريع بنى تحتية جديدة، أو حتى صيانة الموجود منها، رغم وجود إنجازات تُسجّل في أكثر من بلدة”.
وختم الحاج حسن بالقول: “الحرب دمّرت البنى التحتية والممتلكات، لكنها لم تنل من المعنويات. الناس ما زالوا ثابتين، والالتزام بخيار المقاومة لا يزال في ذروته. ولمن يسألون الناس ألا يشاركوا أو لا ينتخبوا، نقول لهم: أنتم الذين صرختم في حياة السيد: لبيك يا نصر الله، وأنتم اليوم، بعد استشهاد القادة، تجددون العهد: إنّا على العهد يا نصر الله”.
المصدر: موقع المنار
0 تعليق