عن محاولات العدو تثبيت نفوذه في الجنوب السوري… إحياء “فرسان الجولان” وأنشطة “الدعم الاجتماعي” نموذجاً

قناة المنار 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

زين صندوق

بالرغم من الإعلان عن تواصل غير مباشر بين الإدارة السورية والعدو الاسرائيلي بوساطة إماراتيّة، لم يغير ذلك من طبيعة نشاط الاحتلال الإسرائيلي في جنوب البلاد.

يتجه هذا النشاط نحو نمو أمني وعسكري متزايد، وصولاً إلى محاولة العدو مؤخراً الانخراط اجتماعياً في المنطقة الجنوبية بوسائل عدة، لا سيما في محافظة القنيطرة، حيث أعلن جيش الاحتلال عن تأسيس منشأة طبية متنقلة تندرج، وفقاً لمزاعمه، “ضمن الجهود المبذولة لدعم أبناء الطائفة الدرزية في سوريا وضمان أمنهم”، بالقرب من بلدة حضر الدرزية جنوب سوريا. إضافةً لرفع علم الاحتلال، للمرة الأولى، فوق” تل أحمر” في بلدة كودنة بالقنيطرة،  منذ التوغل فيها بعد انهيار النظام السوري، وهو ما يندرج ضمن تبعية الأرض للعدو وتثبيت سيطرته العسكرية.

تقول المصادر الأهلية لموقع المنار، أن “الإدارة الجديدة كانت قد أعطت العدو مبنى “المبرّة النسائيّة” الواقع في حضر،  والذي تحول لاحقاً لمستشفى ميداني يزاول عمله على مدار ٢٤ ساعة”، كما أنه أي العدو  “استقطب أيادٍ عاملة إليه، بأجور مرتفعة في محاولة لكسب الرأي العام واستثمار الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها أهالي حضر”، دون أن ينفِ ذلك، بحسب المصادر، “قلق الموظفين السوريين من الدروز، من ردة فعل المجتمع عليهم نتيجة عملهم مع الاحتلال، الذي كثّف جهوده لإظهار نفسه حامياً لهم خلال الأحداث الأخيرة التي تعرّضوا لها”.

 وبالنسبة للخدمات التي تقدمها المستشفى فإنها “مخصصة للدروز بخط ممتد من قطنا وقرى حرفا، القلعة، حتى حضر”. كما أشارت المصادر في سياق منفصل إلى أن العدو عمل ايضاً على “مد خطوط تغذية كهربائية لقاعدته في تل “قرص النفل” شمالي القنيطرة”.

وفي سياق متصل، تطرقت المصادر الأهلية إلى جهود إسرائيلية لإعادة إحياء ما يُسمى لواء “فرسان الجولان” الذي كان قد انتشر سابقاً تحديداً في عام 2017 في بلدة “جباثا الخشب”.

وفي التفاصيل، فقد حاول العدو انطلاقاً من قرية طرنجة في القنيطرة، إحياء هذا اللواء، تحديداً بعد سقوط النظام السوري بشهر، حيث مارس دوراً استخبارياً ترافق مع حملات تفتيش للقرية وتجريد أهلها من أبسط الأسلحة بما فيها بنادق الصيد، وهو ما أدخل الأهالي في حالة قلق مضاعفةٍ نتيجة الواقع الأمني المفروض.

 هذا وأشار المصدر إلى أن “عملية إعادة إحياء اللواء المذكور لم تقتصر على فتح قنوات بين وسطاء لدى الإدارة الجديدة ممثلة “بالأمن العام” والعدو، بل إن بعض عناصره اليوم كانوا سابقاً أعضاءً فيه بعد اندلاع الأحداث في سوريا، وعمل العدو الآن على تمويلهم عقب سقوط النظام، ما يشي بخلق خطوط تماس ميدانية جديدة مع الحكومة السورية، تكون هي نفسها جزءٌ من مسار رسمها، طالما أنها تعهّدت بإبعاد أي خطر عن حدود “إسرائيل”، وتوفير متطلبات “المنطقة العازلة”، دون استبعاد دور قوات “الأندوف” في ذلك والتي تشكل أيضاً وسيطاً إضافياً بين قوات العدو والحكومة عبر عقد اجتماعات مكثفة غير معلنة خلال الأشهر القليلة الماضية”، حسب المصادر.

يُذكر أن صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية كشفت عن زيارة سرية قام بها مسؤولون سوريون إلى كيان العدو، نهاية نيسان/أبريل الماضي، لفتح قناة اتصال مباشرة بين الجانبين، بوساطة من دولة الإمارات العربية المتحدة، ما نفاه الرئيس الانتقالي السوري أحمد الشرع قائلاً إلى التواصل مع العدو هو تواصل غير مباشر حتى اللحظة.

ونقلت الصحيفة عن مصادر سورية، دون أن تكشف عن هويتها، قولها إن “الوفد ضم مسؤولين من محافظة القنيطرة، إضافة إلى شخصية رفيعة في مجال الدفاع”، حيث أجروا اجتماعات استمرت عدة أيام مع مسؤولين في وزارة الحرب الإسرائيلية داخل الأراضي المحتلة.

ووصفت الصحيفة الزيارة بأنها “غير معلنة وجرت بسرية تامة، وتزامنت مع زيارة وفد ديني من طائفة الموحدين الدروز من سوريا إلى مقام النبي شعيب شمالي فلسطين المحتلة”، حسب قول إعلام العدو.

فيما رجّح مراقبون أن “الوفد ضمّ كلّ من وزير الدفاع مرهف أبو قصرة، ومحافظ القنيطرة أحمد الدالاتي، ما يعكس تطوراً متقدّماً في مستوى المحادثات مع العدو، على الصعيدين الدفاعي، والإداري المحلي، ليتعدّى بذلك مجرد “المسائل الفنية””، والتي أعلنت الإمارات عن تولّيها في وساطتها مع كيان العدو بعد زيارة الشرع للإمارات في 13 نيسان/أبريل الماضي.

المصدر: موقع المنار

أخبار ذات صلة

0 تعليق