مع استعداد الأمريكيين للاحتفال بموسم الصيف بممارسة الأنشطة المختلفة مثل رحلات الشواطئ، والاسترخاء بجانب حمام السباحة، والشواء في الفناء الخلفي مع العائلة والأصدقاء، فإنهم يواجهون هذا العام أسعار أكثر غلاء وأنشطة أكثر تكلفة بفضل الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضد الصين. ونقلت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية عن تجار أمريكيين، أن حصة ضخمة من واردات الولايات المتحدة من مستلزمات الصيف تأتي من الصين، بما في ذلك 96% من أجهزة الشواء ومظلات الحديقة، و80% من الأحذية المطاطية والبلاستيكية، وثلث ملابس السباحة النسائية. ومن المرجح أن يواجه الأمريكيون الذين يتطلعون إلى شراء مستلزمات جديدة لعطلتهم الصيفية أسعارا أعلى واضطرابات في الإمدادات، رغم أن المسؤولين الأمريكيين والصينيين سيجتمعون هذا الأسبوع في سويسرا لإجراء محادثات تجارية، لكن من المحتمل أن تكون المفاوضات طويلة وصعبة، وقد لا يتم التوصل إلى اتفاق في الوقت المناسب لتجنب زيادة الأسعار الصيفية. وبدأ بعض الأمريكيين في التأثر بتلك الاضطرابات، خاصة في تطبيقات التسوق الصينية الشهيرة مثل “شين” و”تيمو”، أما بالنسبة للمنتجين الصينيين الصغار الذين بنوا حياتهم المهنية حول تسهيل الاستمتاع بأوقات الطقس الحار في الولايات المتحدة، هناك حالة من الارتباك والذعر الواسع النطاق. وتعد الزيادة المحتملة في أسعار السلع الصيفية مجرد جزء من الأضرار والشكوك الاقتصادية العالمية الناجمة عن المواجهة التجارية بين واشنطن وبكين، حيث واجه المستهلكون الأمريكيون ارتفاعات مفاجئة في الأسعار، واضطرابات في سلاسل الإمداد للمنتجات الأساسية بما في ذلك الأدوية والإلكترونيات ومستحضرات التجميل، منذ أن فرض ترامب رسومًا جمركية بنسبة 145% على جميع السلع الصينية الشهر الماضي. وما زال من غير الواضح كيف ستؤثر هذه الرسوم الجمركية على الأسعار في المتاجر وعلى الإنترنت في الولايات المتحدة، لكن من المتوقع أن يشعر الأمريكيون بتأثير اضطرابات الشحنات، والنقص في الإمدادات، وارتفاع الأسعار للمنتجات مثل ملابس السباحة والصنادل بحلول نهاية مايو الجاري، على أن تزداد الأسعار مع تقدم الصيف. وعلى الجانب الآخر من العالم، يواجه المنتجون الصينييون أزمة في توريد منتجاتهم، حيث تنتج مدينة “جين جيانج” في الساحل الجنوبي الشرقي للصين حوالي ثلث ملابس السباحة في العالم، وحولت المدينة نفسها على مدار العقد الماضي إلى وجهة واحدة لصناعة ملابس السباحة، حيث تتوافر إمدادات الأقمشة، الآلات، والتصميمات، كما تستضيف المدينة “كرنفال ملابس السباحة”، الذي يتضمن عرض أزياء، مسابقة تصميم، ومهرجان للمأكولات البحرية. لكن جينجيانغ ليست العاصمة الوحيدة لملابس السباحة في الصين، وتنضم إليها مدينة “شينج تشنج” في الساحل الشمالي الشرقي للصين، حيث تصنع ربع ملابس السباحة التي يتم بيعها عالميًا، كما أن المدينة تتمتع بمسلسل تلفزيوني يحمل اسم “ملحمة ملابس السباحة” الذي يتابع مغامرات رواد الأعمال في مجال البكيني. ومع تهديد الرسوم الجمركية الأمريكية أسلوب حياة هذه المدن، قال الأمين العام لجمعية صناعة ملابس السباحة في جينجيانج، هونج زي فنج، إنه حضر العديد من الاجتماعات الطارئة منذ بداية الحرب التجارية، وأن المصانع التي تعتمد على الطلبات الأمريكية أصبحت في “شبه شلل”. ورغم تأكيد هونج أنه “لا أحد يريد التخلي عن سوق كبير مثل أمريكا”، إلا أن بعض المصدرين في جينجيانج بدأوا في التفكير في التخلي عن السوق الأمريكية المتقلبة تماما. ولن تقتصر صدمة التسوق الصيفي بسبب الحرب التجارية على ملابس السباحة النسائية والصنادل فقط، حيث يمتد أثرها إلى معدات الشوي ومظلات الحدائق النهارية، في ظل توقف الشحنات، وتعطل خطوط الإنتاج، وزيادة عدم اليقين. حتى البديل الذي تزايدت شعبيته في الولايات المتحدة تم تعطيله، حيث ألغت إدارة ترامب في مطلع مايو الجاري الثغرة الضريبية المسماة “الإعفاءات الضئيلة”، التي كانت تسمح للبائعين الصينيين على منصات “شين” و”تيمو” بإرسال الطرود التي قيمتها أقل من 800 دولار إلى الولايات المتحدة بدون رسوم جمركية. ما يعني أن الأمريكيين الذين كانوا يخططون لتخزين فساتين الصيف زهيدة الثمن والنظارات الشمسية عبر هذه المنصات قد يواجهون أيضًا زيادات في الأسعار، إن تمكنوا من الحصول على المنتجات على الإطلاق. وتأتي محادثات التجارة بين الولايات المتحدة والصين هذا الأسبوع بعد أن خفف كل من واشنطن وبكين لهجتهما بشأن الرسوم الجمركية، وتوفر فرصة للبلدين لتخفيف التصعيد.