أيام قليلة عقب مهاجمة "بنكيران"، عاد اسم الممثل "رشيد الوالي" لإثارة جدل جديد، عقب إقدامه على نشر تدوينة أخرى عبر صفحته الفيسبوكية، حملت في طياتها رسائل سياسية واضحة، جاء فيها: "بعيداً عن البوز، منصة الكوارث هي رد هادئ وذكي على فوضى السياسة، تقول فيها المؤسسة الملكية: بينما تستهلكون الوقت في الصراعات، نحن نبني أدوات لإنقاذ الأرواح". تدوينة الوالي أثارت تساؤلات عديدة حول رغبته في ولوج عالم السياسة، سيما أنها تزامنت مع توترات سياسية متزايدة تعيش على وقعها الساحة الوطنية، وأكثر ما غذى هذا الطرح، أنها جاءت بعد وقت قصير من مهاجمته الصريحة لـ"بنكيران"، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، على خلفية وصف هذا الأخير بعض مخالفيه بـ"الحمير والميكروبات". رد الوالي حينها أثار ضجة واسعة، واستحق على إثره ردّا قاسٍ من زعيم "البيجيدي". خرجات "الوالي" المتتالية قرأت من قبل مراقبين على أنها تحضير لدخول المعترك السياسي، في إشارة إلى إمكانية خوضه غمار الانتخابات المقبلة، موضحين أن النبرة السياسية المتصاعدة في تدويناته، ومحاولاته الواضحة لتبني مواقف محسوبة تجاه قضايا الشأن العام، توحي بأنه يتجاوز الدور التقليدي للفنان الذي يعلق من الهامش، ليقترب أكثر من حلبة القرار والتأثير. وفي غياب أي تأكيد رسمي من "الوالي"، تبقى هذه القراءات في خانة التكهنات، لكنها تكشف بالمقابل عن حجم التفاعل الذي بات يثيره دخوله المتكرر على خط النقاش السياسي، وعن التحول في أدوار بعض الفنانين الذين باتوا يرون في السياسة امتدادًا لمسارهم الجماهيري.