في خطوة تشريعية تستجيب لحاجيات ملحة تتعلق بصحة المواطنين وهويتهم الثقافية، وضع الفريق الحركي بمجلس النواب مقترحي قانون لتعديل وتتميم بعض مواد القانون رقم 04.20 المتعلق بالبطاقة الوطنية للتعريف الإلكترونية، وذلك بإضافة معطيين جديدين، يتمثلان في فصيلة الدم واللغة الأمازيغية.
وتأتي المبادرة، التي وقع عليها النواب إبرهيم أعبا، زينب أمهروق، عزيزة بوجريدة ونبيل الدخش، في سياق وطني يتطلب تعزيزا للنجاعة الطبية في لحظات الطوارئ، وتحقيق العدالة الرمزية واللغوية للمواطنين الأمازيغ، حيث يقضي المقترح الأول بإدراج فصيلة الدم ضمن المعطيات المدرجة بالبطاقة الوطنية، سواء في واجهتها الأمامية أو الخلفية، من أجل تسهيل التدخل الطبي السريع في الحوادث والوعكات الصحية المفاجئة، باعتبار أن معرفة فصيلة دم المصاب تعتبر عاملا حاسما في إنقاذ الأرواح وتقديم العلاج المناسب في الزمن الحرج، كما أن الخطوة ذاتها، بحسب نص المقترح، ستسهم في تعزيز ثقافة التبرع بالدم وتحفيز المواطنين على المساهمة في هذا السلوك التضامني، خاصة في ظل النقص المزمن لبعض الفصائل النادرة.
ويرى واضعو المقترح أن التنسيق مع الوكالة المغربية للدم ومشتقاته، المحدثة بموجب القانون 11.22، ضروري لإنجاح هذه الخطوة وتعميمها بشكل فعال، مع احترام خصوصية المعطيات الشخصية وسريتها، بما لا يتنافى مع مقتضيات حماية المعطيات ذات الطابع الشخصي.
في الاتجاه ذاته، تقدم الفريق الحركي بمقترح مواز يروم تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية من خلال إدراجها في البطاقة الوطنية للتعريف، انسجاما مع ما ينص عليه دستور المملكة في الفصل الخامس، وتعزيزا لهوية مغرب متعدد الروافد، باعتبار البطاقة الوطنية ليست مجرد وثيقة إدارية، بل مرآة تعكس هوية المواطن المغربي بكل غناها اللغوي والثقافي، ومن ثمة يصبح إدراج الأمازيغية فيها خطوة بديهية لترسيخ المساواة الرمزية والاعتراف الفعلي.
ويشكل المقترحين معا رؤية متكاملة توفق بين مقتضيات التدبير العملي للمخاطر الصحية الطارئة، ومطلب الإنصاف الهوياتي، في لحظة تتقاطع فيها التحولات المجتمعية مع وعي جماعي متصاعد بأهمية الدم كمنقذ للحياة، واللغة كعنوان للانتماء، حيث وبعد أن تنص المادة الثانية من مقترح إدراج فصيلة الدم على دخول القانون حيز التنفيذ بعد نشره في الجريدة الرسمية، يبقى أن ينخرط باقي الفرق البرلمانية في النقاش المؤسس، وأن تتفاعل القطاعات الحكومية المعنية بجدية ومسؤولية مع روح هذه المبادرة.
0 تعليق