صعود الدولار التايواني يهدد هوامش أرباح شركات الرقائق وقطع غيار السيارات المصدِّرة

البورصة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

توقّعت شركات تايوانية مصدِّرة، لا سيما في قطاعي أشباه الموصلات وقطع غيار السيارات، تراجع هوامش أرباحها نتيجة خسائر كبيرة ناجمة عن تقلبات أسعار صرف العملات، مع استمرار الارتفاع الحاد للدولار التايواني مقابل الدولار الأمريكي.

وذكرت شركة “إيه إس إي تكنولوجي القابضة” التايوانية، وهي أكبر مزود عالمي لخدمات تغليف واختبار الدوائر المتكاملة، أن ارتفاع الدولار التايواني بمقدار وحدة واحدة أمام العملة الأمريكية يؤدي إلى انخفاض هامش الربح الإجمالي للشركة بنحو 1.5%.

وسجّل الدولار الأمريكي انخفاضًا حادًا صباح اليوم بمقدار 1.114 دولار تايواني، أي ما يعادل 3.71%، ليصل إلى 29.950 دولار تايواني، وذلك بعد تراجعه بنسبة 3.07% يوم الجمعة الماضي إلى 31.064 دولار تايواني، في أكبر خسارة يومية له منذ عام 2002.

وأشار متعاملون إلى أن هذه القفزة في قيمة العملة التايوانية تعكس توقعات بأن الولايات المتحدة ستمارس ضغوطًا على تايوان لرفع قيمة عملتها، بهدف تحسين القدرة التنافسية للبضائع الأمريكية.

وتأتي هذه التوقعات وسط مفاوضات جارية بين تايبيه وواشنطن بشأن فرض تعرفة “متبادلة” بنسبة 32% على الواردات التايوانية، وهي خطوة لوّحت بها إدارة الرئيس دونالد ترامب في الثاني من أبريل.

ولفتت شركتا “تي إس إم سي”، أكبر شركة لتصنيع الرقاقات بالتعاقد، و”يو إم سي”، منافستها الأصغر، إلى أن ارتفاع العملة المحلية سيؤثر سلبًا على هوامش أرباحهما.

وأشارتا إلى أن كل ارتفاع بنسبة 1% في الدولار التايواني قد يؤدي إلى تراجع هامش التشغيل لديهما بنسبة 0.4%، فيما توقعت “يو إم سي” انخفاض هامش الربح الإجمالي لديها بنفس النسبة.

وقال مصدر في قطاع أشباه الموصلات التايواني إن الارتفاع المفاجئ في قيمة العملة المحلية يزيد من صعوبة إدارة مخاطر سعر الصرف في قطاعي أشباه الموصلات والإلكترونيات عمومًا.

وأكّد أن شركات التصدير ستواجه ضغوطًا من عملائها لإعادة تسعير المنتجات بما يتماشى مع التغير في سعر الصرف، موضحًا أن الموردين في المراحل الأولى من سلسلة التوريد، مثل “تي إس إم سي”، قد يمتلكون قوة تفاوضية أكبر تمكّنهم من الحفاظ على هوامش أرباحهم.

أما مصنّعو قطع غيار السيارات، الذين يعملون بهوامش ربح منخفضة نسبيًا، فقد يتعرضون لضربة أكبر بسبب هذا التغير السريع في العملة.

وقالت مجموعة “تونج يانج” المتخصصة في إنتاج قطع الغيار البديلة لما بعد البيع، إنها قادرة على التعامل مع تقلبات قصيرة الأمد في سوق الصرف الأجنبي، لكنها حذّرت من أن استمرار قوة الدولار التايواني لفترة أطول سيؤثر سلبًا على أرباحها.

وأشار مصدر في صناعة قطع غيار السيارات إلى أن هذا الارتفاع المفاجئ في قيمة العملة المحلية سيؤثر بشكل واضح على ربحية القطاع في الربع الثاني من العام.

من جانب آخر، أفاد محلل استثماري بأن العديد من المصدِّرين التايوانيين يتبعون استراتيجية “التحوط الطبيعي” للتخفيف من أثر تقلبات العملة، موضحًا أن من بين الطرق الشائعة لهذه الاستراتيجية مطابقة الإيرادات مع النفقات أو إصدار الفواتير بالعملة المحلية، مضيفًا أن تأثير قوة العملة المحلية سيختلف من قطاع إلى آخر.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق