تواصل القوات المسلحة اليمنية عملياتها العسكرية في عمق كيان العدوّ الإسرائيلي وعلى القطع الحربية الأميركية في البحرين الأحمر والعربي، في إطار استراتيجية هجومية ودفاعية متوازنة تهدف إلى إيلام الخصوم وفرض معادلات ردع جديدة.
وتعكس هذه العمليات قدرة متنامية على تجاوز الدفاعات الجوية المتقدمة، حيث أثبتت الصواريخ اليمنية – خصوصًا الفرط صوتية – فعاليتها في الوصول إلى أهداف استراتيجية مثل مطار “بن غوريون” وسط فلسطين المحتلة، رغم تشغيل منظومات “حيتس 3″ و”THAAD” الأميركية والصهيونية. وتسببت الضربات في تعطيل الملاحة الجوية، وإثارة الهلع في أوساط المستوطنين، الذين هرعوا إلى الملاجئ.
تكتيكياً، تعتمد القوات اليمنية على مزيج من جمع المعلومات الدقيقة والاستهداف المنهجي للبنية التحتية العسكرية والاقتصادية داخل الأراضي المحتلة، بما يشمل منشآت حساسة ومخزونات استراتيجية، ما يشير إلى تطور لافت في القدرات الاستخباراتية والتقنية.
ويُنظر إلى هذا التصعيد كجزء من تحوّل نوعي في موازين القوى، حيث لم تعد القوات المسلحة اليمنية تنحصر في موقع الدفاع، بل باتت تمتلك زمام المبادرة من خلال الضربات المركّزة التي تفرض كلفة عالية على العدو وتزعزع ثقته بمنظوماته الدفاعية.
الاستراتيجية اليمنية تتسع كذلك إلى البُعد البحري، إذ يشكل الحصار المفروض على موانئ العدوّ – لا سيما “أم الرشراش” – تطوراً نوعياً في سياق الحرب المفتوحة، عبر قطع خطوط الإمداد والتأثير المباشر في حركة الملاحة والتجارة.
من الناحية السياسية والاستراتيجية، تعكس هذه التطورات حالة إخفاق واضح في قدرة الولايات المتحدة على طمأنة حلفائها، وسط تراجع ملموس في الهيبة الأميركية على مستوى المنطقة. وتطرح هذه التحولات أسئلة جدّية حول مستقبل الدور الأميركي، ومدى قدرة واشنطن على مواصلة قيادة تحالفاتها التقليدية في ظل صعود قوى جديدة تفرض حضورها بفاعلية ميدانية.
الضربات اليمنية لم تترك أثرها فقط في الكيان المحتل، بل فرضت أيضاً ضغطاً شعبياً متزايداً على صانعي القرار في الغرب، في وقت يشهد فيه الداخل الأميركي أزمات أخلاقية واجتماعية، انعكست في الجامعات والمؤسسات التي تمثّل عمق صناعة القرار.
وتؤكد الوقائع أن ما يجري لم يعد مجرد مواجهات هامشية، بل هو تحوّل استراتيجي في طبيعة الصراع، حيث تنتقل المبادرة من “الهامش الجغرافي” إلى مركز التأثير. ويبدو أن اليمن، رغم الحصار والعدوان، نجح في تثبيت معادلة جديدة عنوانها: لا أمن للمحتل في العمق، ولا حماية من واشنطن لحلفائها.
في ظل صمت عربي رسمي، تتجه الأنظار إلى هذا الفاعل الجديد في مشهد المقاومة، والذي استطاع من على بُعد آلاف الكيلومترات أن يشكل إسناداً مباشراً للشعب الفلسطيني، بينما عجزت الدول المجاورة عن اتخاذ مواقف حاسمة أو تقديم دعم فعلي لغزة.
ويبدو أن استمرار هذه العمليات، مع تزايد زخمها وتطور أدواتها، سيبقى عاملاً حاسماً في فرض شروط جديدة على طاولة المواجهة الإقليمية، وربما الدولية.
5 عمليات نوعية خلال 48 ساعة ضد كيان الاحتلال نصرة لغزة
أعلنت القوات المسلحة اليمنية، اليوم الأحد، تنفيذ عمليتين عسكريتين، استهدفت الأولى مطار اللد “بن غوريون” في يافا المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي، فيما استهدفت الثانية هدفًا عسكريًّا للعدو الصهيوني في عسقلان المحتلة.
وأكدت القوات المسلحة، في بيان متلفز تلاه المتحدث العسكري العميد يحيى سريع، فشل منظومات الدفاع الأمريكية والإسرائيلية في اعتراض الصاروخ الذي استهدف مطار “بن غوريون”.
وأوضحت أن القصف أدى إلى فرار أكثر من 3 ملايين مستوطن صهيوني إلى الملاجئ، وتوقف حركة المطار بشكل كامل لأكثر من ساعة. وجددت القوات المسلحة تحذيرها لشركات الطيران العالمية من مواصلة رحلاتها إلى مطار “بن غوريون”، باعتباره غير آمن.
كما نفذ سلاح الجو المسيّر، الليلة الماضية، عملية عسكرية بطائرة “يافا” استهدفت هدفًا حيويًّا للعدو الإسرائيلي في عسقلان. وأكد البيان أن القوات المسلحة اليمنية مستمرة في دعمها وإسنادها للشعب الفلسطيني المظلوم، حتى وقف العدوان على غزة ورفع الحصار عنها، مهما كانت التداعيات.
وكانت القوات المسلحة اليمنية قد أعلنت، أمس السبت، تنفيذ عملية عسكرية استهدفت هدفًا عسكريًّا للعدو الإسرائيلي جنوب منطقة يافا المحتلة، بصاروخ باليستي فرط صوتي من نوع “فلسطين 2”.
وفي بيان متلفز، أكد ناطق القوات المسلحة، العميد يحيى سريع، وصول الصاروخ إلى هدفه بنجاح، وفشل المنظومات الاعتراضية في التصدي له.
وأشار إلى أن العملية تأتي “انتصارًا لمظلومية الشعب الفلسطيني ومجاهديه، ورفضًا لجريمة الإبادة الجماعية التي يشنها العدو الإسرائيلي بدعم أمريكي على إخواننا في غزة”.
وشدد على أن “كل الأمة ستتحمل تبعات الصمت والخذلان والخضوع، فما يجري في غزة ستتمدّد تداعياته عاجلًا أم آجلًا إلى بلدان أخرى، وسيتمادى العدو أكثر فأكثر بالتوسع والعدوان عليها”، مؤكدًا أن “التحرك اليوم لدعم غزة، التي تدافع عن الجميع، خير من انتظار الخطر حتى يصل إلى كل العواصم”.
وهذه هي العملية الخامسة التي تنفذها القوات المسلحة اليمنية ضد كيان العدو الصهيوني خلال 48 ساعة، إذ كانت القوات المسلحة قد نفذت، يوم الجمعة، عمليتين عسكريتين نوعيتين على أهداف صهيونية شمال فلسطين المحتلة، بحسب بيانين منفصلين.
الاحتلال يعترف بسقوط صاروخ في مطار بن غوريون
وفي السياق، اعترفت وسائل إعلام العدو بأن صاروخًا أُطلق من اليمن سقط في مطار بن غوريون، صباح اليوم الأحد، بعد فشل الدفاعات الجوية الإسرائيلية في اعتراضه.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر أمنية أن التقديرات الأولية تشير إلى فشل منظومتي الدفاع الجوي “حيتس 3″ و”THAAD” الأمريكية في اعتراض الصاروخ قبل وصوله إلى محيط مطار بن غوريون وسط الكيان.
ودوّت صافرات الإنذار في مناطق واسعة، شملت تل أبيب والقدس الكبرى وعددًا من مستوطنات الضفة الغربية، ما أدى إلى تعليق مؤقت لحركة الملاحة الجوية في مطار بن غوريون.
وأعلنت إدارة المطار استئناف حركة الطيران بعد توقفها مؤقتًا، فيما أفادت الشرطة بأن مداخل المطار لا تزال مغلقة مؤقتًا، إلى حين الانتهاء من “معالجة” موقع سقوط الصاروخ الذي أطلقه الحوثيون داخل المطار.
وأفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي بأن التقديرات الأولية تشير إلى أن أنظمة الدفاع الجوي أخفقت في اعتراض الصاروخ، ما يعني أن الانفجار في محيط مطار بن غوريون ناتج عن إصابة مباشرة، وليس عن شظايا ناجمة عن عملية اعتراض.
كما أفادت خدمة الإسعاف الإسرائيلية بوقوع عدد من الإصابات الطفيفة جرّاء تساقط شظايا في محيط المطار.
وأضافت أن فرق الإسعاف هرعت إلى الموقع وقدّمت العلاج للمصابين في المكان، فيما تواصل السلطات الأمنية التحقيق وتقييم الأضرار الناتجة عن الحادث.
يُشار إلى أن هذا الهجوم ليس الأول من نوعه، إذ سبق أن أُطلقت عدة صواريخ باليستية من اليمن باتجاه كيان الاحتلال، خاصة منذ اندلاع الحرب في غزة في تشرين الأول/أكتوبر 2023، حيث أعلنت القوات اليمنية مرارًا استهدافها مواقع إسرائيلية “ردًّا على العدوان على الشعب الفلسطيني”.
ومنذ استئناف الحرب على غزة قبل نحو شهرين، أطلقت القوات المسلحة اليمنية نحو 30 صاروخًا باليستيًّا وعدة مسيّرات تجاه كيان الاحتلال.
العمليات اليمنية تكشف هشاشة دفاعات العدوّ ويعيد تشكيل موازين الردع في المنطقة
و
المصدر: مواقع
0 تعليق