أكد وزير الخارجية الإيرانية عباس عراقجي على “النهج المسؤول الذي تنتهجه إيران في اختيار المسار الدبلوماسي لحل الأزمة المفتعلة حول برنامجها النووي السلمي”، معتبراً أنّ “مواصلة هذا المسار يتطلب وجود إرادة جادة ورؤية واقعية من قبل الطرف الآخر”.وأكد عراقجي، خلال اتصال هاتفي أجراه مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أنّ “إيران، بصفتها دولة عضواً في معاهدة حظر الانتشار النووي، ملتزمة بتعهداتها، لكنّها في الوقت ذاته تصرّ على حق الشعب الإيراني في الاستفادة من الطاقة النووية لأغراض سلمية، وهو ما يستلزم بطبيعة الحال ممارسة عملية التخصيب”.ولفت إلى “تجارب الماضي المريرة ونكث الأطراف الأخرى لالتزاماتها”، معتبراً أنّ “التوصل إلى تفاهم متوازن، عادل ومستدام، يستدعي امتناع الأطراف المعنية عن طرح قضايا خارجة عن إطار القانون ومعاهدة حظر الانتشار، بالإضافة إلى تقديم ضمانات جدية لتنفيذ التزاماتهم، خاصة ما يتعلق بإنهاء العقوبات وتحقيق المكاسب الاقتصادية لإيران”.وأوضح أن “التناقض بين التصريحات والممارسات الأميركية، إلى جانب استمرار العقوبات والتهديدات ضد الشعب الإيراني، يعمّق حالة انعدام الثقة ويثير الشكوك بشأن جدية واشنطن في التمسك بالمسار الدبلوماسي”.وفي سياق آخر، أشار عراقجي إلى “عقد عدة جولات من الحوار مع ألمانيا وفرنسا وبريطانيا خلال العام الماضي”، مؤكداً “استعداد طهران لمواصلة التفاعل مع الدول الأوروبية”، معرباً عن أمله في “أن تنتهج هذه الدول نهجًا بنّاءً لتسوية الخلافات القائمة سلمياً”.من جانبه، شدّد غوتيريش على “أهمية استمرار المفاوضات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة حتى التوصل إلى نتيجة”.لنا الحق في امتلاك الدورة الكاملة للوقود النوويإلى ذلك، وفي منشور على حسابه على منصة التواصل الاجتماعي “اكس”، أكد وزير الخارجية الايراني أن “تكرار الأكاذيب لا يغير الحقائق الأساسية”، قائلاً إن إيران كأحد مؤسسي معاهدة حظر الانتشار النووي NPT لها الحق في امتلاك الدورة الكاملة للوقود النووي.وكتب عراقجي “إنني وبصورة مبدئية اتجنب تقديم الاستدلالات حول العناصر الرئيسية للتفاوض من خلال وسائل الإعلام.واضاف “لكن ما أريد أن أقوله هو أن تكرار الأكاذيب لا يغير الحقائق الأساسية. إيران كواحدة من الموقعين على معاهدة “ان بي تي” لها الحق في امتلاك الدورة الكاملة للوقود النووي”.بالإضافة إلى ذلك، لفت إلى أن “هناك العديد من أعضاء المعاهدة يمارسون عملية تخصيب اليورانيوم مع رفضهم للأسلحة النووية تمامًا. يضم النادي أيضًا فضلا عن ايران العديد من الدول الآسيوية والأوروبية والاميركية الجنوبية”.وقال إن “اتخاذ المواقف القصوى واطلاق التصريحات الاستفزازية لن يؤديا سوى الى تدمير فرص النجاح”.هذا وأشار إلى أن “هنالك اتفاق مرموق ومستدام في متناول اليد، والشيء الوحيد المطلوب هو توفر إرادة سياسية حاسمة ورؤية منصفة”.جوهر التفاوض مع أمريكا سياسي لا قانونيتصريحات عراقجي تزامنت مع تأكيد عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام، علي لاريجاني اليوم السبت، أن “جوهر التفاوض مع أمريكا سياسي لا قانوني”. لاريجاني، وخلال كلمة ألقاها في جامعة شاهد، قال إن “طبيعة التفاوض حول القضايا النووية “لو كانت قانونية لكان من المفترض أن نجري المفاوضات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وليس مع أمريكا والدول الأوروبية”.وتابع لاريجاني “في بعض الأحيان، يُنظر إلى التفاوض كأداة يمكن من خلالها تحقيق مصالح البلاد، وفي هذه الحالة يتم اللجوء إليه، ولكن عندما يتبين أن التفاوض لا يؤدي إلى تأمين المصالح الوطنية، فلا مبرر له”.وأضاف “قد تثمر المفاوضات الحالية بنتائج، وقد لا تثمر، كل ذلك يعتمد على مدى إنصاف وعقلانية الطرف المقابل”.وواصل مستشار الإمام الخامنئي، حديثه قائلاً “العديد من القوانين والأنظمة المعمول بها في العالم تبدو في ظاهرها نابعة من مؤسسات النظام الدولي، لكن الحقيقة الكامنة خلفها هي القوة”.وأكد لاريجاني أن “الولايات المتحدة اليوم باتت ترى أن من الواجب عليها فرض قوتها وتحقيق نفوذها، وهذا ما يحكم سلوكها على الساحة الدولية”. المصدر: مواقع إخبارية