قوات الدعم السريع تقصف وسط الخرطوم وتسيطر على مدينة حيوية على طريق دارفور

قناة المنار 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

قصفت قوات الدعم السريع، يوم الخميس، القصر الجمهوري في وسط الخرطوم، وفقًا لمصدر عسكري، وذلك بالتزامن مع إحرازها تقدمًا ميدانيًا قد يتيح لها إحكام السيطرة على إقليم دارفور غرب البلاد، الذي تعصف به الحرب منذ عامين.

وقال المصدر العسكري إن “قذائف مدفعية بعيدة المدى” استهدفت وسط الخرطوم، أُطلقت من منطقة الصالحة جنوب أم درمان في الخرطوم الكبرى، مشيرًا إلى أن القصف طال أيضًا مقر وزارة المعادن في المنطقة الحكومية بالعاصمة.

وفي ولاية غرب كردفان، أعلنت قوات الدعم السريع سيطرتها على مدينة النهود الحيوية، التي تربط وسط السودان بإقليم دارفور، معترضة بذلك محاولات الجيش إرسال الإمدادات إلى معقله في مدينة الفاشر المحاصرة، آخر مدن الإقليم التي لا تزال تحت سيطرته.

وأفاد شهود، يوم الخميس، بأن مقاتلي الدعم السريع هاجموا المدينة من الشمال والغرب في ساعات الصباح الأولى، مشيرين إلى سماعهم أصوات اشتباكات عنيفة في النهود، ترافقت مع صيحات مقاتلي الدعم السريع بعد سيطرتهم على مواقع حكومية في وسط المدينة.

وفي مقطع فيديو نُشر عبر قناة القوات على تلغرام، قال أحد مقاتلي الدعم السريع إنهم سيطروا على مدينة النهود “الاستراتيجية”، مشيرًا إلى أن “القليل فقط” من مقاتلي الجيش ما زالوا في شرق المدينة، متعهدًا بـ”القضاء عليهم تمامًا خلال ساعات”.

وشنت قوات الدعم السريع، يوم الخميس، هجومًا آخر على مدينة كوستي جنوب الخرطوم، الواقعة في منتصف الطريق إلى النهود، مستخدمة أربع طائرات مسيّرة استهدفت مقر الجيش، بحسب شهود قالوا لوكالة فرانس برس: “سمعنا أصوات انفجارات قوية”، مشيرين إلى أن الجيش ردّ باستخدام المضادات الأرضية.

وتقع مدينة النهود على مفترق طرق حيوي يربط وسط السودان بمدينة الفاشر، الواقعة على بعد نحو 400 كيلومتر إلى الغرب، والتي تتعرض لهجمات مكثفة من قوات الدعم السريع أدّت إلى مقتل المئات في الأسابيع الأخيرة.

وقال المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، يوم الخميس، إن 542 مدنيًا قُتلوا في شمال دارفور خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، مشيرًا إلى أن “الحصيلة الحقيقية قد تكون أعلى بكثير”.

وأضاف بيان صادر عن مكتب المفوض السامي أن “التقارير التي توثق عمليات إعدام خارج نطاق القانون في ولاية الخرطوم تثير قلقًا بالغًا”، في إشارة إلى “إعدام” مقاتلي الدعم السريع “ما لا يقل عن 30 رجلًا بملابس مدنية” في منطقة الصالحة جنوب أم درمان يوم الأحد.

ولا تزال قوات الدعم السريع تحتفظ بمعاقل في جنوب وغرب أم درمان، وهي المناطق التي انطلقت منها هجماتها الأخيرة على الجيش السوداني.

ويُعد قصف وسط الخرطوم، يوم الخميس، هو الثاني خلال الأسبوع الجاري، بعد استهداف قوات الدعم السريع، يوم السبت، مقر القيادة العامة للجيش بقذائف مدفعية بعيدة المدى.

ويأتي استهداف مواقع الجيش بعد أسابيع من إعلان الأخير إخراج قوات الدعم السريع من العاصمة.

وكان الجيش السوداني قد أطلق، في آذار/مارس الماضي، عملية عسكرية واسعة من وسط البلاد، تمكّن خلالها من استعادة السيطرة على عدة مواقع حكومية في وسط الخرطوم، وانتهت بإعلان قائد الجيش أن “الخرطوم حرة”، خلال كلمة ألقاها من داخل القصر الجمهوري.

ومنذ اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع في نيسان/أبريل 2023، قُتل عشرات الآلاف من المدنيين، ونزح أكثر من 13 مليون شخص من منازلهم، ما أدى إلى أكبر أزمة جوع ونزوح في العالم.

وقد أدت الحرب إلى تقسيم السودان إلى مناطق نفوذ، حيث يسيطر الجيش على شرق البلاد وشمالها، بينما تسيطر قوات الدعم السريع وحلفاؤها على الغرب وأجزاء من الجنوب.

المصدر: أ ف ب

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق