تمكّن باحثون من إثبات أن تقنية "تروية الجهاز بالأكسجين منخفض الحرارة" (هوب) تمثل وسيلة آمنة وفعالة لحفظ رئات المتبرعين خارج الجسم، حتى بعد مرور أكثر من 20 ساعة على استخراجها. وقد عرضت النتائج جيتي جينكينز، أخصائية تروية الأعضاء بالمركز الطبي الجامعي في أوتريخت بهولندا، خلال الاجتماع السنوي الـ45 للجمعية الدولية لزراعة القلب والرئة المنعقد في بوسطن.
من جهة أخرى، تعتمد تروية الرئة خارج الجسم على توصيل الرئتين بمضخة وجهاز تنفس صناعي، مع ترويتهما بسائل يحاكي البيئة الفسيولوجية الطبيعية. وطور الباحثون بروتوكول "هوب" لتمكين حفظ الرئتين لفترات طويلة أثناء الليل، مع ضمان حيويتهما حتى وقت إجراء عملية الزرع خلال النهار، في خطوة قد تغير ممارسات زراعة الأعضاء مستقبلاً.
وبالإضافة إلى ذلك، يختلف بروتوكول "هوب" عن الطرق التقليدية مثل EVLP، إذ بعد تقييم أولي للرئتين لمدة ساعة بدرجة حرارة الجسم الطبيعية، تُحفظ الرئتان عند 12 درجة مئوية دون الحاجة لإعادتهما إلى الثلج. وأظهرت مقارنة بين 12 حالة تمت بتقنية "هوب" ومجموعة ضبط من 118 رئة زُرعت مباشرةً، أن النتائج قصيرة المدى متشابهة، دون أي حالات رفض للرئات في مجموعة "هوب".
وفي ضوء هذه النتائج المشجعة، أكد الباحثون أن بروتوكول "هوب" يمثل نقلة نوعية في مجال زراعة الرئة، لما يتيحه من مرونة زمنية أكبر وتحسين في حفظ الأعضاء. وتُفتح بذلك آفاق جديدة لزيادة فرص نجاح عمليات الزرع، خاصة في ظل النقص العالمي المستمر في الأعضاء المتاحة.
0 تعليق