كشف باحثون من جامعة أوتاغو في نيوزيلندا عن علاقة مثيرة بين التغيرات التي تصيب العين، مثل الرؤية المشوشة وظهور بقع فيها، وبين خطر الإصابة بالخرف في سن مبكرة. وأظهرت الدراسة أن ترقق شبكية العين، الذي يحدث عندما تصبح الأنسجة الحساسة للضوء أكثر رقة، قد يكون مؤشراً على ارتفاع احتمال تدهور القدرات المعرفية في الأربعينات والخمسينات من العمر.

وأشار الباحثون إلى أن تضيق الشرايين وتوسع الأوردة داخل العين قد يرتبطان أيضاً بضعف تدفق الدم إلى كل من العين والدماغ، مما يعزز فرضية أن اضطرابات الأوعية الدموية تلعب دوراً في تطور الخرف. وأوضحت الدكتورة آشلي باريت-يونغ أن فحوصات شبكية العين يمكن أن تكون أداة فعّالة وغير مكلفة لرصد علامات الخطر المبكرة، رغم أنها لا توفر تشخيصاً قاطعاً للمرض.

واستندت هذه النتائج إلى دراسة دنيدن طويلة الأمد، التي تابعت صحة 900 شخص على مدار 45 عاماً، وأظهرت أن التغيرات في الشبكية والأوعية الدموية ترتبط بتدهور إدراكي ملحوظ بحلول سن 45. وفي سياق متصل، كشفت أبحاث أخرى عن ارتباط بين صغر حجم عضلة الصدغ، المسؤولة عن حركة الفك، وزيادة احتمالات الإصابة بالخرف، مما يشير إلى دور فقدان الكتلة العضلية في هذا الخطر.

ويُذكر أن نحو 7.5% من المصابين بالخرف في بريطانيا يعانون من الخرف المبكر، الذي يظهر قبل سن 65، ويعد مرض ألزهايمر الشكل الأكثر شيوعاً له، مع أعراض مبكرة تشمل ضعف الذاكرة وصعوبات التفكير واللغة، تتفاقم مع مرور الزمن.