من التهميش إلي التمكين، كيف اصبحت طاقات الشباب المصري سلاح الدولة الاستراتيجي؟

المواطن 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
من التهميش إلي التمكين، كيف اصبحت طاقات الشباب المصري سلاح الدولة الاستراتيجي؟, اليوم الجمعة 18 أبريل 2025 07:06 مساءً

لسنواتٍ طويلة عانى الشباب المصري من التهميش، وظلّوا بعيدين عن دوائر صنع القرار، محاصَرين بشعارات دون مضمون، ومبادرات دون تنفيذ. لكنّ المتغيرات التي شهدتها مصر منذ عام 2014 رسمت طريقاً جديداً تماماً في العلاقة بين الدولة وشبابها، حيث تحوّلوا من جمهور يتلقى، إلى شريكٍ يصنع ويشارك ويقود. فاليوم لم تعد طاقات الشباب مجرد قضية تنموية، بل أصبحت سلاحاً استراتيجياً في يد الدولة المصرية لحماية أمنها القومي وصناعة مستقبلها.

حيث أنة لم يعد مفهوم "الأمن القومي" كما كان يُفهم في الماضي مقتصراً على حماية الحدود وردع العدوان العسكري، بل بات يشمل كل ما يمس استقرار الدولة وسلامة نسيجها الاجتماعي، ووعي مجتمعها، وقدرتها على البناء والتقدم. ومن هذا المنطلق، فإن الشباب يمثلون أحد أعمدة الأمن القومي الحقيقية، بل لعلهم العمود الأكثر حساسية وخطورة في معادلة الاستقرار الوطني.

فالدول التي تهمل شبابها، تدفع ثمناً باهظاً في شكل اضطرابات داخلية، وارتفاع معدلات الجريمة، وتفشي الفكر المتطرف، في حين أن الدول التي تستثمر في شبابها، وتحسن توجيه طاقاتهم، تصنع نهضة شاملة مستدامة، حيث اصبحت مصر اليوم تمتلك تجربة حقيقية رائدة في التعامل مع ملف الشباب باعتباره ملف أمن قومي من الدرجة الأولى، وتجربتنا باتت نموذجاً  يستحق الدراسة والمحاكاة.

إن تمكين الشباب ليس ترفًا سياسياً، ولا مجرد استجابة لضغوط مجتمعية، بل هو في جوهره قرار سيادي لحماية الوطن وضمان استقراره ونهضته. والشباب ليسوا فقط صناع المستقبل، بل هم حاملو الأمانة في الحاضر، وهم الحصن المنيع الذي لا يُخترق.

اما عن دور الدولة المصرية في الرهان على الشباب المصري كتجربة ونموذجاً يحتذي بة نرى تحول جذري حينما أدركت القيادة السياسية في مصر منذ اليوم الأول أن الشباب هم أمن قومي واستثمار استراتيجي، ففتحت أمامهم الأبواب للمشاركة، ووفرت لهم المسارات ليتحولوا من طاقة كامنة إلى قوة فاعلة في بناء الجمهورية الجديدة، ولم تكن تلك مجرد شعارات، بل تحولت إلى سياسات واضحة، ومشروعات ملموسة، ومؤسسات قائمة على خدمة وتأهيل الشباب.

- ومن أبرز تلك الإنجازات:

المنتديات الوطنية والدولية عندما انطلقت من مصر إلى العالم فكرة منتدى شباب العالم، الذي جعل من شرم الشيخ منصة عالمية للحوار بين الثقافات، وعرض تجارب الشباب، وبحث القضايا الدولية من منظور الأجيال الجديدة. وكانت تلك خطوة استراتيجية لتعزيز وعي الشباب وصقل شخصيتهم القيادية.

1. الأكاديمية الوطنية لتأهيل وتدريب الشباب: أُنشئت لتكون بوتقة لإعداد كوادر شابة تتولى المسؤولية في مؤسسات الدولة، وقد شهدنا بالفعل تولّي عدد من خريجيها مواقع قيادية في المحافظات والوزارات والهيئات.

2. برامج التمكين السياسي والمجتمعي: حيث دعمت الدولة اندماج الشباب في الحياة الحزبية، والمجالس المحلية، والبرلمان، ومنحتهم فرص التعبير والمشاركة في صياغة السياسات.

3. دعم ريادة الأعمال والمشروعات الصغيرة: من خلال مبادرات كـ"مشروعك"، و"رواد 2030"، وصندوق دعم الابتكار، وغيرها، تم ضخ مليارات الجنيهات لتمويل أفكار الشباب، وتدريبهم على تأسيس شركاتهم، وتحويلهم إلى قوة إنتاجية فاعلة.

4. الاهتمام بالتعليم الفني والتكنولوجي:

عبر التوسع في الجامعات التكنولوجية، والمدارس الفنية المتخصصة، وتمكين الشباب من مواكبة متطلبات سوق العمل المحلي والعالمي.

5. المشاركة الفعالة في المبادرات القومية: سواء في مبادرة "حياة كريمة"، أو حملات التطوير المجتمعي، أو المشروعات القومية الكبرى، كان الشباب هم الأيدي التي تبني والعقول التي تخطط.

فلم تعد علاقة الدولة بالشباب قائمة على الرعاية الرمزية، بل أصبحت علاقة تفعيل وتمكين ومشاركة استراتيجية، فلقد انتقلنا من مرحلة التهميش إلى مرحلة صناعة القادة، وباتت طاقات الشباب سلاحاً استراتيجياً للدولة المصرية، ترد به على التحديات، وتؤسس به لغدٍ أكثر أمناً واستقراراً وازدهاراً، وبالفعل الشباب حصن الوطن وسياجه الواعي، وأن كل استثمار في شباب مصر، هو استثمار في أمنها القومي، واستقرارها السياسي، وازدهارها الاقتصادي، وتماسكها المجتمعي، حيث لا يمكن لأي دولة أن تحمي نفسها من مخاطر التفكك والانهيار دون أن تجعل من شبابها خط الدفاع الأول. وهم بالفعل كذلك، سواء في مواجهة الإرهاب، أو في حماية الوعي من التضليل، أو في تحمل مسؤولية التنمية، أو في الدفاع عن مؤسسات الدولة عبر الفضائيات والإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي.

وما زال الرهان مستمراً.. والشباب قادر على كسبه.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق