اتهمت موسكو كييف باستخدام صواريخ بعيدة المدى أمريكية الصنع لقصف مطار عسكري في جنوب روسيا، متوعدة بالرد «بإجراءات مناسبة». كما أعلنت استعادتها السيطرة على بلدتين في منطقة كورسك، فيما جدد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مطالبته للدول الغربية بتزويد بلاده بأنظمة الدفاع الجوي، في حين قال فيه الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، أن تسوية الأزمة الأوكرانية ستكون من أولويات إدارته.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان: «تم استخدام ستة صواريخ أتاكمس بالستية أمريكية الصنع. أسقط الطاقم القتالي لنظام بانتسير للدفاع الجوي صاروخين، بينما تمّ حرف مسار الأخرى باستخدام تجهيزات الحرب الإلكترونية متوعدة بالرد.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، أن قواتها استعادت السيطرة على بلدتين في منطقة كورسك بجنوب روسيا، حيث شنت أوكرانيا عملية برية واسعة في آب/ أغسطس. وقالت الوزارة: إن وحداتها «حررت تجمّعي دارينو وبليوخوفو خلال العمليات الهجومية».
من جهة ثانية، نددت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، بالهجوم الذي شنته القوات الأوكرانية على مركبات تابعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية أثناء عملية تناوب خبراء الوكالة في محطة زابوروجيه للطاقة الذرية.
وأوضحت زاخاروفا، أن هذه الهجمات، التي استهدفت مركبات الوكالة وقافلة سيارات روسية، عرضت حياة موظفي الوكالة والعسكريين الروس للخطر. وصفت موسكو الهجوم بأنه استفزازي ومتهور، ويعكس تجاهل السلطات الأوكرانية لمعايير القانون الإنساني والاتفاقات الدولية.
بدوره، قال مسؤول أمريكي، رفض الإفصاح عن شخصيته: إن روسيا قد تستهدف أوكرانيا قريباً بصاروخ «أوريشنيك» وهو سلاح جديد استخدمته موسكو للمرة الأولى لتنفيذ ضربة الشهر الماضي.
وقال المسؤول: «أشارت روسيا إلى نيتها إطلاق صاروخ أوريشنيك تجريبي آخر على أوكرانيا، على الأرجح في الأيام المقبلة». وأضاف «لكن هذا الصاروخ لن يغير قواعد اللعبة في ساحة المعركة، بل هو محاولة لترهيب أوكرانيا وحلفائها. ومن غير المرجح أن يغير صاروخ أوريشنيك، برأسه الحربي الأصغر وكمياته المحدودة، مسار الحرب».
في حين قلل مسؤول أمريكي ثانٍ من التأثير المحتمل للصاروخ، قائلاً: إن موسكو لديها إمدادات محدودة منه. وقال: «تريد روسيا استخدام هذا السلاح لترهيب أوكرانيا وأنصارها، لكن الواقع هو أن روسيا لا تمتلك على الأرجح سوى حفنة من هذه الصواريخ التجريبية».
من جانبه، دان الرئيس الأوكراني، الهجوم الذي شنته القوات الروسية وأسفر عن تدمير مبنى يضم مكاتب ومباني أخرى وقُتل فيه أربعة أشخاص على الأقل وأُصيب 19 آخرون جراء الضربة الصاروخية الروسية، في حصيلة مرشحة للارتفاع بحسب السلطات الأوكرانية.
ودعا زيلينسكي مجدداً الغربيين إلى تسليم أوكرانيا مزيداً من أنظمة الدفاع الجوي، بما في ذلك بطاريات باتريوت الأمريكية لإنقاذ «آلاف الأرواح» مما أسماه ب«الرعب الروسي». وقال زيلينسكي: «إن العالم يملك ما يكفي من الأنظمة للقيام بذلك، والمسألة تعتمد بالكامل على القرارات السياسية».
بدوره، كشف الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب في حديث لمجلة «باري ماتش»، أن تسوية أزمة أوكرانيا ستتصدر أولويات إدارته على صعيد السياسة الخارجية. وخلال اجتماع باريس مع فلاديمير زيلينسكي، وإيمانويل ماكرون، قال ترامب: إنه يريد وقفاً فورياً لإطلاق النار في أوكرانيا.
وقالت «رويترز»: «لم يناقش الزعماء الثلاثة، الذين تحدثوا لمدة 35 دقيقة دون مستشارين، تفاصيل محددة لأي رؤية للسلام، لكن ترامب كرر أنه يريد وقفاً فورياً لإطلاق النار ومفاوضات لإنهاء الحرب ».
(وكالات)
أخبار متعلقة :