إسرائيل – أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء الأربعاء، تمسكه بإعادة احتلال قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين منه، وطرح ثلاثة شروط لإنهاء الحرب المستمرة للشهر العشرين.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير التهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الحرب، بدعم أمريكي، أكثر من 175 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة قتلت كثيرين بينهم أطفال.
وخلال مؤتمر صحفي في مكتبه بالقدس الغربية، قال نتنياهو: “يتبقى بالتأكيد 20 مختطفا (أسيرا إسرائيليا) على قيد الحياة (في غزة)، وما يصل إلى 38 آخرين يُعتقد أنهم قُتلوا”.
في المقابل، يقبع بسجون إسرائيل أكثر من 10 آلاف و100 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
وأضاف نتنياهو: “إذا سنحت فرصة لوقف إطلاق نار مؤقت لإعادة مزيد من المختطفين، وأؤكد وقف إطلاق نار مؤقت، فنحن مستعدون لذلك”.
ومرارا، أعلنت حركة الفصائل الفلسطينية استعدادها لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين “دفعة واحدة”، مقابل إنهاء حرب الإبادة، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، والإفراج عن أسرى فلسطينيين.
لكن نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، يتهرب بطرح شروط جديدة، بينها نزع سلاح الفصائل الفلسطينية، ويصر حاليا على إعادة احتلال غزة.
وتتهم المعارضة الإسرائيلية وعائلات الأسرى نتنياهو بمواصلة الحرب استجابة للجناح اليميني الأكثر تطرفا في حكومته، لتحقيق مصالحه السياسية الشخصية، ولا سيما استمراره في السلطة.
** سيطرة أمنية
نتنياهو قال الأربعاء إن “أهداف الحرب مترابطة، ونحن ملتزمون بتحقيقها حتى النهاية”.
ومدعيا أردف: “حققنا الكثير (من الأهداف) بالفعل، لكن المهمة لم تنتهِ بعد. قضينا على عشرات آلاف المسلحين وصفّينا كبار (القادة حركة الفصائل) وعلى الأرجح أيضا (القيادي) محمد السنوار”.
واستطرد: “قبل ثلاثة أيام، أصدرتُ تعليمات، بالتنسيق مع وزير الدفاع (يسرائيل) كاتس، ببدء مرحلة جديدة من الحرب”، في إشارة إلى عملية “عربات جدعون” البرية واسعة النطاق بشمال وجنوب غزة.
وتابع: “في نهاية هذه المرحلة، ستكون جميع مناطق قطاع غزة تحت سيطرة أمنية إسرائيلية، وسيتم القضاء على حماس بالكامل”، حسب ادعائه.
وسبق أن احتلت إسرائيل قطاع غزة عام 1967 ثم انسحبت منه في 2005، وفككت مستوطنات أقامتها فيه.
** تجويع ممنهج
نتنياهو زاد أنه “لكي نتمكن من الحفاظ على حرية عملنا العملياتي وللسماح لأصدقائنا بمواصلة دعمنا، علينا السماح بإدخال المساعدات الإنسانية”.
ولليوم الـ81 تواصل إسرائيل سياسة تجويع ممنهج لنحو 2.4 مليون فلسطيني بغزة، عبر إغلاق المعابر بوجه المساعدات المتكدسة على الحدود، ما سبب مجاعة قتلت كثيرين بينهم أطفال.
وأضاف نتنياهو: “لمنع حركة الفصائل من السيطرة على المساعدات الإنسانية، طورنا بالتعاون مع الولايات المتحدة خطة بديلة وهي توزيع مواد غذائية أساسية للأطفال”.
وتابع: “سيتم تنفيذ ذلك على ثلاث مراحل: الأولى إدخال غذاء أساسي إلى غزة فورًا، لمنع أزمة إنسانية والسماح بمواصلة القتال”.
وحتى اليوم لم تصل أي مساعدات إنسانية للمحاصرين في غزة منذ أن أغلقت إسرائيل المعابر في 2 مارس/ آذار الماضي، وفق حركة الفصائل ومنظمات أممية وهيئات دولية إغاثية.
واستطرد نتنياهو: “المرحلة الثانية هي فتح نقاط توزيع غذاء من جانب شركات أمريكية سيؤمنها الجيش الإسرائيلي، وأخيرا إنشاء منطقة يتم إجلاء المدنيين إليها”.
ومنذ مدة، تروج تل أبيب وواشنطن لتوزيع المساعدات بطريقة تستهدف إفراغ شمال القطاع من سكانه الفلسطينيين، عبر تحويل مدينة رفح (جنوب) إلى مركز رئيسي لتوزيع الإغاثة، وجلب طالبي المساعدات إليها.
وعدّد نتنياهو شروطه لإنهاء الحرب قائلا: “مستعد لإنهاء القتال وفق شروط واضحة: إعادة جميع المختطفين، ونفي قيادة حماس من غزة، ونزع سلاح حركة الفصائل.
وترفض الفصائل الفلسطينية نزع سلاح “المقاومة”، ما دام احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية مستمرا.
نتنياهو أردف أنه بعد إنهاء الحرب بهذه الشروط “نبدأ تنفيذ خطة ترامب” بشأن التهجير.
وفي مارس/ آذار الماضي، اعتمدت كل من جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي خطة لإعادة إعمار غزة دون تهجير الفلسطينيين منها، ويستغرق تنفيذها خمس سنوات، وتكلف نحو 53 مليار دولار.
لكن إسرائيل والولايات المتحدة رفضتا الخطة، وتمسكتا بمخطط ترامب لتهجير فلسطينيي غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وهو ما رفضه البلدان، وانضمت إليهما دول أخرى ومنظمات إقليمية ودولية.
ومنذ عقود تحتل إسرائيل أراضي في فلسطين وسوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.
الأناضول
أخبار متعلقة :