هل اقتربت نهاية “دبلوم التجارة”؟ خطة حكومية تقلب موازين التعليم الفني في مصر!

في خطوة تُجسد توجّه الدولة نحو تحديث التعليم الفني ورفع كفاءته، أعلن الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، عن خطة شاملة لإعادة هيكلة مدارس التعليم الفني، وعلى رأسها مدارس “دبلوم التجارة”، لتحويلها إلى مؤسسات تكنولوجية حديثة تواكب احتياجات سوق العمل وتمنح الخريجين فرصًا حقيقية للتوظيف.

نقلة نوعية في مسار التعليم الفني

خلال تصريحات صحفية، أوضح مدبولي أنه وجّه وزير التربية والتعليم بإعداد تصور كامل لتطوير منظومة التعليم الفني في جميع المحافظات، بحيث لا يقتصر التحديث على نوع واحد من المدارس، بل يشمل كافة التخصصات الفنية، وذلك بالشراكة مع القطاع الخاص، من أجل ضمان جودة المخرجات التعليمية وربطها بمتطلبات السوق المحلي والدولي.

وأكد رئيس الوزراء أن الدولة لا تسعى إلى إلغاء “دبلوم التجارة”، بل تهدف إلى تحديثه وتطويره بما يتماشى مع العصر الرقمي والتقنيات الحديثة. وأشار إلى أن هذا التحول يمثل ركيزة أساسية في خطط التنمية المستدامة وبناء الإنسان المصري.

نماذج ناجحة تؤكد فاعلية النهج الجديد

وأشار مدبولي إلى تجارب تعليمية ناجحة تُطبَّق حاليًا، أبرزها مدارس “WE” للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والتي تُدار بالتعاون مع القطاع الخاص، حيث أثبت خريجوها قدرتهم على الالتحاق المباشر بسوق العمل فور تخرجهم، وقال إن هذه النماذج ستكون بمثابة قاعدة يتم البناء عليها لتعميم التجربة على مختلف التخصصات الفنية.

وأضاف أن الحكومة في انتظار عرض تفصيلي من وزير التربية والتعليم خلال الفترة المقبلة، يتضمن رؤية متكاملة لتطوير التعليم الفني وتحويله إلى مسار تعليمي جاذب ومثمر.

مبادرات لدعم خريجي التعليم الفني السابقين

وفي سياق متصل، أكد رئيس الوزراء أهمية توفير فرص إضافية للخريجين السابقين من مدارس التعليم الفني، وعدم الاقتصار على الأجيال القادمة فقط. وأشاد بمبادرة “الرواد الرقميون” التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي بالتعاون مع وزارة الاتصالات والأكاديمية العسكرية، والتي تهدف إلى تأهيل الشباب للانخراط في مجالات تكنولوجيا المعلومات، التي تُعد من أكثر القطاعات نموًا في العالم.

فرص مفتوحة ومجالات واعدة

وخاطب مدبولي الشباب المصري قائلًا: “أطمئن الشباب بأن الفرص لا تزال قائمة، ومهما كان مستواهم التعليمي، فإن الباب مفتوح أمامهم للالتحاق بمجالات التكنولوجيا والاتصالات. لقد رأينا بأنفسنا قصص نجاح لافتة لشباب مصريين أثبتوا جدارتهم خلال زياراتنا لشركات خدمات التعهيد والخدمات الرقمية.”

التعليم الفني على أعتاب عهد جديد

يمضي التعليم الفني في مصر نحو مرحلة جديدة، تُعيد له مكانته وتمنحه دورًا محوريًا في التنمية الاقتصادية والاجتماعية. ومع التوجه الحكومي الجاد لتطوير هذا القطاع، وفتح آفاق جديدة أمام الشباب، يُنتظر أن يشهد سوق العمل في السنوات المقبلة دفعة قوية من الكوادر المؤهلة، القادرة على قيادة التحول التكنولوجي والإنتاجي في مختلف المجالات.