اليوم الجديد

هل كان دور فورد في "تأهيل" الشرع "مهمة فرديّة"؟!

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
هل كان دور فورد في "تأهيل" الشرع "مهمة فرديّة"؟!, اليوم الأربعاء 21 مايو 2025 03:05 صباحاً

على وقع الكثير من الأسئلة والتوقعات التي لا تزال تُطرح، بعد اللقاء الذي جمع الرئيس الأميركي ​دونالد ترامب​ بالرئيس السوري الإنتقالي ​أحمد الشرع​ في الرياض، برعاية من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، جاء ما كشفه السفير الأميركي السابق ​روبرت فورد​، عن دوره في تأهيل الشرع، عبر سلسلة من اللقاءات التي بدأت في العام 2023، أي عندما كان يتزعم "​هيئة تحرير الشام​".

في التفاصيل التي كشفها فورد، تحدث عن أنه كان من ضمن فريق أوروبي إختارته منظمة بريطانيّة غير حكومية مختصة بحلّ النزاعات، بهدف العمل على نقل الشرع من عالم الجماعات المسلّحة إلى عالم السياسة، إلا أن ذلك لا يلغي مجموعة واسعة من علامات الإستفهام التي من المفترض أن تُطرح في هذا المجال، بحسب ما تؤكد مصادر متابعة عبر "النشرة"، بالرغم من أن الرئاسة السورية كانت قد نفت ما أورده، مشيرة إلى أن اللقاءات كانت من ضمن اجتماعات مع مئات الوفود وخصصت لعرض تجربة.

من وجهة نظر هذه المصادر، ما تحدث به فورد يصب في صورة تلميع صورة الشرع، بعد ماضيه المرتبط بالعديد من الجماعات الإرهابية، لكنها ترى أن الأهم من ذلك السؤال عما إذا كان الدور الذي كان يقوم به فورد، خلال عملية التأهيل كما تحدث أو كفرد ضمن وفد تابع لمنظمة بريطانية كما أشارت الرئاسة السورية، لم يكن بعلم الجهات المعنية في الولايات المتحدة، تحديداً الأمنية منها.

بالنسبة إلى المصادر نفسها، لا يمكن أن يكون الدبلوماسي الأميركي قد قام بمثل هذا الدور، الذي كان قد يشكل تهديداً لحياته الشخصية، من دون غطاء رسمي، وبالتالي إعتبار أن الولايات المتحدة كانت شريكاً رسمياً بهذا التوجه، حيث ترجح أن يكون بدأ قبل اللقاءات التي قام بها فورد، على قاعدة أن هناك مساراً سبق ذلك، وإلا ما كانت لتحصل مثل هذه المغامرة، أي إرسال دبلوماسي أميركي للعمل على تأهيله أو تقديم النصائح له أو فقط زيارته.

بعيداً عن تاريخ إنطلاق هذا المسار، الذي ربما يعود على الأقل إلى تاريخ إعلان الشرع نفسه فك الإرتباط مع تنظيم "القاعدة" في العام 2016، ما ينبغي التوقف عنده هو أن التاريخ الذي حدّده فورد للقاء الأول، أي في شهر آذار من العام 2023، جاء قبل فترة قصيرة من إستعادة ​دمشق​ عبر الرئيس السابق بشار الأسد مقعدها في جامعة الدول العربية، ما يفتح الباب أمام طرح الكثير من علامات الإستفهام حول ما إذا كانت الدول العربية التي سعت إلى ذلك، تحديداً السعودية، على علم بالمهمة التي يقوم بها فورد.

في هذا السياق، تعود المصادر المتابعة إلى ما كان قد تحدث به الدبلوماسي الأميركي السابق عن أن الأساس في هذا العمل هو منظمة بريطانية غير حكومية، حيث تشير إلى أنه منذ لحظة وصول الشرع إلى دمشق تم الحديث، في أكثر من مناسبة، عن دور تلعبه لندن في هذا المجال، لكنها ترى أن ما يمكن التأكيد عليه هو أن الأجهزة الأمنية البريطانية تاريخياً لديها قدرة كبيرة على إختراق المنظمات الإسلاميّة المتطرفة، وبالتالي ليس من المستغرب أن تكون لندن صاحبة اليد الطولى.

وبعيداً عن تفاصيل هذا المسار أو الجهات والشخصيات الأخرى التي شاركت فيه، قبل الوصول إلى مرحلة القبول بوجود الشرع على رأس السلطة الجديدة في ​سوريا​، تلفت هذه المصادر إلى أن الأساس يبقى الدور المطلوب منه من وجهة النظر الأميركية، حيث التركيز دائماً على العلاقة بالجانب الإسرائيلي، بالإضافة إلى محاربة الإرهاب، حيث توضح أن المبررات التي تقدم من قبل بعض الأوساط الفاعلة في الولايات المتحدة، منذ أشهر، بأن الرجل هو الأكثر قدرة على تحقيق ما تراه واشنطن مناسباً، في ظل مخاطر الفوضى التي تبقى قائمة.

في المحصّلة، تشير المصادر نفسها إلى أنه في لحظة سقوط النظام السابق، كانت العديد من الجهات تسأل عن الأسباب التي دفعت إلى القبول بتسليم الشرع مقاليد السلطة، خصوصاً أن الولايات المتحدة، بالإضافة إلى العديد من الجهات الدولية والإقليمية الأخرى، كان لديها خيارات أخرى أن تعتمد عليها، معتبرة ما أدلى به فورد قد يكون هو الجواب الأولي على ذلك، وتضيف: "المرحلة المقبلة قد تكشف عن المزيد من المفاجآت".

أخبار متعلقة :