اليوم الجديد

بعد 100 يوم من ولايته الجديدة.. هل ينقذ ترامب الحلم الأمريكي؟

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
بعد 100 يوم من ولايته الجديدة.. هل ينقذ ترامب الحلم الأمريكي؟, اليوم الأربعاء 30 أبريل 2025 11:32 صباحاً

خرج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بعد مرور 100 يوم على توليه رئاسة الولايات المتحدة، في خطاب بولاية ميتشجن، مؤكدًا أن إدارته الجديدة تنقذ "الحلم الأمريكي" وتعيد "عظمة أمريكا"، وتضع حدًا للتضخم، وتُنعش الاقتصاد والتعليم. واتهم الإدارة الأميركية السابقة بأنها "أدخلت العصابات والإرهاب عبر الحدود"، مشيرًا إلى أن "الطائرات، وبتمويل من الحكومة الأميركية، كانت تنقل المهاجرين إلى الولايات المتحدة"، مضيفًا: "هذه الخيانة انتهت، وقد حققنا ضبطًا كبيرًا للحدود".

 

وقال ترامب إن الحزب الديمقراطي و"الراديكاليين" يدافعون عن مهاجرين ارتكبوا فظائع وجرائم بحق الأمريكيات والأمريكيين. لكن يبقى السؤال: هل حقق ترامب وعوده ومزاعمه بشأن ما أسماه "الحلم الأمريكي"؟ لا سيما وأنه عاد بوعود كبيرة وآمال كثيرة علقها عليه أنصاره في قضايا الاقتصاد والهجرة وغيرها، منتظرين منه الكثير في هذه الفترة التي تُعد اختبارًا حقيقيًا لأي رئيس في بداية ولايته.

 

وسعى ترامب إلى تنفيذ بعض وعوده سريعًا، ولم يتضح بعد إن كان سيتمكن من تحقيق البقية. وسلّطت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية الضوء على أول 100 يوم من ولايته الثانية، مشيرة إلى أن الأسابيع التي تلت عودته إلى المنصب شهدت نشاطًا مكثفًا لإثبات أن إدارته تسعى بجدية لتحقيق تعهداتها.

 

وبحسب الوكالة، حظي ترامب بحرية في التحرك لإصلاح الحكومة الفيدرالية وتغيير السياسة الخارجية بشكل جذري، مدعومًا بكونغرس يسيطر عليه الجمهوريون.

 

وقد ظهرت بصماته بوضوح مع بلوغه اليوم المئة، إلا أن التأثير بعيد المدى لا يزال غير مؤكد. وأوضحت الوكالة أن بعض أوامره التنفيذية كانت مجرد إعلانات نوايا أو تمهيدًا لتحقيق ما لم يُنجز بعد. فعلى سبيل المثال، أعلن في اليوم الأول حالة طوارئ في قطاع الطاقة لتحفيز الإنتاج، لكنه لم يَعِد بنتائج قبل العام التالي، حين دعا الناخبين إلى توقع انخفاض كبير في فواتير الخدمات العامة.

 

غير أن أهداف ترامب تتضارب أحيانًا مع نفسها؛ فقد وعد بخفض تكلفة المعيشة، بينما فرض رسومًا جمركية على السلع الأجنبية، ما يُرجّح أن يؤدي إلى ارتفاع الأسعار. كما استعرض تقرير الوكالة أبرز وعوده، وما تحقق منها وما لم يتحقق.

 

فيما يخص الأسعار، انخفض التضخم في أميركا من ذروته البالغة 9.1% عام 2022 إلى 3% في يناير (شهر توليه المنصب)، ثم إلى 2.4% في مارس. وتباهى ترامب قائلًا: "لقد حللنا مشكلة التضخم بالفعل". غير أن الاحتياطي الفيدرالي حذر من أن خططه الجمركية ستؤدي على الأرجح إلى ارتفاع الأسعار.

 

وليس مرجحًا أن يتمكن ترامب من "سداد كل الديون"، إذ إن خططه لتخفيض الضرائب ستؤدي إلى تقليص الإيرادات اللازمة لتغطية التزامات الدولة. وكان قد وعد عام 2016 بالأمر نفسه، لكن الدين العام تضخم خلال ولايته الأولى.

 

وبخصوص الهجرة، أحرز ترامب تقدمًا ملحوظًا في تنفيذ وعده بضبط الحدود. فقد انخفض عدد المهاجرين غير النظاميين من المكسيك انخفاضًا حادًا في العام الأخير من ولاية بايدن، من 249,740 في ديسمبر 2023 إلى 47,324 في ديسمبر 2024. وفي عهد ترامب، انخفض العدد إلى 8,346 في فبراير و7,181 في مارس.

 

ونفذت وكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك عمليات اعتقال واسعة، مع ترحيل العديد من الأشخاص دون اتباع الإجراءات القانونية الكاملة. وتُعد قضية "كيلمار أبريجو غارسيا" مثالًا بارزًا، إذ تم ترحيله إلى سجن في السلفادور رغم عدم وجود سجل جنائي له، ومن دون جلسة استماع تُثبت انتماءه لعصابة كما زعمت الإدارة.

 

وفي ملف الطاقة، وعد ترامب الناخبين بأن يتمكنوا من تقييم نجاحه من خلال فواتيرهم، متعهدًا بخفض تكاليف الطاقة بنسبة تصل إلى 75% خلال 12 إلى 18 شهرًا. وقال في أحد التجمعات: "إذا لم ينجح الأمر، فستقولون: 'صوّتنا له، ومع ذلك فقد خفّض الأسعار كثيرًا'"، مشيرًا إلى ثقته الكاملة في تحقيق نتائج ملموسة.

 

أما عن الرسوم الجمركية، فكان شغف ترامب واضحًا بها، انطلاقًا من قناعته بأن دولًا أخرى تتحدى الولايات المتحدة في التجارة. وقال: "سأفرض رسومًا جمركية شاملة على معظم السلع الأجنبية"، وقد نفذ وعده، وإن بتعديلات متكررة. فصعّد الرسوم على كندا والمكسيك والصين، متذرعًا بتهريب الفنتانيل، ثم أعلن "يوم التحرير" في 2 أبريل بإطلاق ضرائب واسعة النطاق على الواردات، قبل أن يتراجع جزئيًا ويدخل مفاوضات، مع الإبقاء على رسوم تصل إلى 145% على الصين.

 

وقد أدى ذلك إلى تراجع حاد في سوق الأسهم، نتيجة الضرائب المرتفعة وعدم انتظام تطبيقها، لكن ترامب أبدى تسامحًا أكبر مع هذه الفوضى مقارنةً بفترته الأولى.

 

فيما يتعلق بالسياسة الخارجية، فشل ترامب في الوفاء بوعده بإحلال السلام، لا سيما بين روسيا وأوكرانيا. ففي تجمع انتخابي صيف العام الماضي، وعد بإنهاء الحرب "قبل دخوله البيت الأبيض"، وقال: "سأنهي هذه الحرب المروعة في يوم واحد". إلا أن هذا اليوم لم يأتِ بعد.

 

وعن الضرائب، تعهّد ترامب بإلغاء الضرائب على الإكراميات والعمل الإضافي ومدفوعات الضمان الاجتماعي، كما وعد بجعل التخفيضات الضريبية التي أُقرت في ولايته الأولى دائمة، إلا أن شيئًا من ذلك لم يتحقق بعد، ومع دخول تعريفاته الجمركية حيز التنفيذ، فإن العبء الضريبي في طريقه إلى الازدياد، رغم محاولاته العمل مع الجمهوريين لإقرار التشريعات، وهو أمر صعب في ظل الأغلبية الهشة في الكونغرس.

 

أخيرًا، في ملف العفو الرئاسي، وبعد أن اقتحم أنصاره مبنى الكابيتول في 6 يناير 2021، ندد ترامب بـ"الهجوم الشنيع"، لكنه سرعان ما غيّر موقفه خلال حملته الانتخابية، واصفًا المقتحمين بـ"الوطنيين" و"الرهائن"، متعهدًا بالعفو عنهم في "اليوم الأول" من ولايته، وهو ما فعله بالفعل، إذ حصل نحو 1500 شخص على قرارات بالعفو، بمن فيهم من اعتدى على ضباط الشرطة.

أخبار متعلقة :