لندن ـ (أ ف ب)
قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، إن المحادثات التي أجرتها مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر الخميس في لندن من شأنها «تمهيد الطريق» أمام التوصّل إلى ميثاق دفاعي وأمني.
مع قمّة للاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة مقرّرة الشهر المقبل للتباحث في مرحلة ما بعد خروج بريطانيا من التكتّل، يسعى الطرفان إلى تعزيز العلاقات في خضم توترات عالمية أحدثتها قرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
لكن ستارمر يواجه تحدياً شائكاً يكمن في إيجاد توازن بين التعاون مع الاتحاد الأوروبي والانفتاح على إدارة ترامب سعياً لإبرام اتفاق تجاري يخدم مصالح بلاده.
ويأمل مسؤولون بريطانيون وأوروبيون أن يكون الميثاق الدفاعي والأمني محور الاجتماع الذي سيعقد في 19 مايو/أيار، في حين تثير عودة الملياردير الجمهوري إلى البيت الأبيض شكوكاً في ما يتّصل بالتزام الولايات المتحدة حيال أمن حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي.
قبل اللقاء قالت فون دير لايين إن المحادثات من شأنها أن تفضي إلى انضمام المملكة المتحدة إلى البرنامج الدفاعي الأوروبي.
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية «سنناقش العمل على اتفاق شراكة استراتيجية أمنية ودفاعية قد يمهّد الطريق بعد ذلك لمشتريات مشتركة ومشاركة المملكة المتحدة في برنامجنا»، في إشارة إلى صندوق مشترك للاتحاد الأوروبي بقيمة 150 مليار يورو (170 مليار دولار) يسمح للدول بشراء صواريخ ومدفعية ومسيّرات وذخيرة وغيرها من المعدات.
وتحتاج بريطانيا إلى توقيع اتفاقية دفاعية لإدراجها ضمن الصندوق، ما قد يعود بالفائدة على الشركات البريطانية، بما في ذلك «بي إيه إي سيستمز» و«رولز رويس».
القمة المقرّر عقدها في لندن في مايو/أيار ترمي أيضاً إلى طي صفحة سنوات من الصعوبات التي نجمت عن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست)، وتندرج في إطار «إعادة ضبط» العلاقات الذي تعهّد به ستارمر.
ولدى استقباله فون دير لايين في داونينغ ستريت بعد مشاركتها وإياه في قمة حول الطاقة العالمية في لندن، قال ستارمر «في عالم يبدو غير مستقر على نحو متزايد ومع مستقبل غير مضمون، من الجيد جداً أن نعمل معاً بشكل وثيق في قضايا عدة».
بعد المحادثات قال متحدّث باسم داونينغ ستريت إن ستارمر وفون دير لايين أحرزا «تقدّماً جيداً»، من دون إعطاء مزيد من التفاصيل. وأشار إلى أن النقاشات تمحورت حول «مجموعة من المسائل لا سيما أوكرانيا والأمن الطاقوي والاقتصاد العالمي والدفاع».
وفي منشور لها على منصة إكس قالت رئيسة المفوضية الأوروبية إن «هناك إمكانية كبيرة لمزيد من التعاون» في ملفات الطاقة والهجرة و«لشراكة خاصة» دفاعياً وأمنياً.
ويعوّل كثر على أن تشكّل القمة مدماكاً أساسياً في سعي زعيم حزب العمّال إلى علاقات أوثق مع التكتل بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في عام 2020 في عهد حكومة المحافظين السابقة.
مع ذلك، حدّد ستارمر خطوطا حمراء صارمة، كما أن للاتحاد الأوروبي مطالبه الخاصة، ما يطرح تساؤلات حول ما يمكن أن تحقّقه المحادثات.
ويرفض رئيس الوزراء البريطاني عودة بريطانيا إلى السوق الموحّدة أو الاتحاد الجمركي، كما يستبعد القبول بقواعد تتيح حرية التنقل.
أخبار متعلقة :