اليوم الجديد

شهادات مروّعة من ناجين: عظام الشهداء سقطت بمجزرة عائلة أبو الروس

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
شهادات مروّعة من ناجين: عظام الشهداء سقطت بمجزرة عائلة أبو الروس, اليوم الأحد 20 أبريل 2025 05:00 مساءً

خاص دنيا الوطن - حنين حمدونة
"سقط العظم من بقايا جثامين الشهداء خلال انتشالنا لهم من بين النيران، لقد شممنا رائحة لحم جيراننا وهي تحترق" هذا ما قاله حازم السميري عن استهداف خيام النازحين بمواصي خانيونس، مضيفاً "استيقظنا على صوت الاستهداف وهرعنا للمكان فوجدنا جيراننا يحترقون أمام أعيننا، كان طفل هنا طفل مقعد على كرسي متحرك احرقته نيران الاستهداف الإسرائيلي".

وأردف "كنا نقف عاجزين غير قادرين على الدخول بين النيران للانقاذ، كانت سيدة كبيرة في السن تجلس على السرير، احترقت دون أن نقدر أنن نقذها، وعندما وصلنا للأطفال والسيدات في الخيام كانوا قد تفحموا وعندما اخرجناهم تفتت أجسادهم وسقط العظم من اللحم"، جازماً بأن ما شاهده في تلك الليلة لا يمكن لأي إنسان أن يتخيله من هول مشاهدة الانسان يحترق على مرأى العين، ورائحة جسده يشتمها.

أما عائشة أبو الروس (31 عام)، التي جاءت إلى حيث كانت تسكن حيث أحرقت عائلها على مرأى عينيها، من وداع شقيقها وعمتها وسلفاتها وأبناء أسلافها، قالت " أنا نازحة من مدينة رفح، كنت في الليل أهز طفلي الرضيع، وتفاجأت بنار تشع، صرخ بي زوجي وقال لي اخرجي بسرعة، بالفعل حملت الصغير وهربت للشارع وصرخت بزوجي أطفالي نائمين، حينها قال لي اهربي وسأنقذ الأطفال، وبالفعل أخذ يحملهم ويلقي بهم في الشارع، فالنار كانت تأكل الأخضر واليابس، وبالفعل وأنا أخرج جاءني شقيق زوجي وصرخ بي اهربي زوجتي وابنائي أحرقوا بالكامل".

وأضافت أبو الروس التي اصفر وجهها من هول ما شاهدت "كانت أركض في الشارع وأصرخ أستنجد بالجيران، والنار تزداد وأبحث عن أطفالي، وذهب لا ستغيث بأهلي فوجدتهم مصابين، فالضربة كانت بخيمة سلفي نضال جاءني يصرخ يقول أبنائي ساحو يا عائشة، فهو كان متزوج وله أربعة أبناء استشهدت زوجته وثلاثة من أبنائه وتبقى له ابن وحيد اسمه عمر ويعاني من إصابات حروق بالغة".

وتابعت "أما سلفي الثاني زهير هو مصاب بحروق بالغة وحالته صعبة كانت بخيمته عمتي والدة زوجي استشهدت هي وزوجة زهير وابنائه باستثناء واحد منهم فقط، أما أنا وأبنائي خرجنا من بين النار واطمأننت عليهم بعد ساعة ونصف، وكنت ابحث لصغيري عن القليل من الحليب لأرضعه وشقيقي ملقى على الأرض شهيد، وزوجته أجهضت جنينها بعد اصابته بصدره وهو في بطن أمه ليكون أصغر شهيد يراه العالم".

محرقة عائلة أبو الروس: 11 شهيدًا من الأطفال والنساء في "المنطقة الإنسانية الآمنة"

راح ضحية محرقة عائلة أبو الروس 11 شهيدًا من النساء والأطفال، بعدما احرقت طائرات الاحتلال الإسرائيلي أربع خيام في منطقة المواصي غربي خان يونس، وهي المنطقة التي يدّعي الاحتلال بأنها "إنسانية وآمنة" ويدفع الفلسطينيين للنزوح إليها قسرًا.

المجزرة التي وقعت مساء يوم 17 نيسان/أبريل 2025 لم تكن الأولى من نوعها، بل جاءت كثالث استهداف يتحول إلى محرقة جماعية للمدنيين في خيام النزوح خلال ستة أشهر، وجميعها تمت دون سابق إنذار.

ففي وقت سابق من الشهر نفسه، استهدف جيش الاحتلال خيام الصحفيين في محيط مجمع ناصر الطبي بمدينة خان يونس، ما أدى إلى استشهاد صحفيين اثنين حرقًا أمام عدسات الكاميرات، إلى جانب إصابة تسعة صحفيين آخرين.

وفي جريمة أخرى من العام ذاته، أقدم جيش الاحتلال على إحراق خيام النازحين داخل مستشفى شهداء الأقصى في مدينة دير البلح، ما أسفر عن استشهاد أربعة فلسطينيين، بينهم الشاب شعبان الدلو ووالدته، إضافة إلى إصابة 40 آخرين بجروح متفاوتة.

وبالعودة إلى شهادات الشهود، يقف يوسف أبو الروس بين بقايا خيام شقيقته وأبنائها يحاول لملمة ما تبقى من ذكريات العائلة التي كانت حتى مساء 17 نيسان / إبريل تجاوره بالحياة والنزوح ويقول " سمعت صوت انفجار وكانت الحرائق تشتعل لهب كبير فنحن نعيش في خيام بلاستيك، والجيران هرعوا للمكان حاولنا إخماد النيران بالماء والرمل، وحاولنا اخراج الجثث من الخيام ولكنها كانت متفحمة ومتمزقة والعظم سقط على الأرض، هذه المنطقة نزحت إليها أنا وعائلة شقيقتي على اعتبار انها منطقة أمنة ولكنها ليست أمنة".

وأضاف "اليوم فقدت أختي وأحفادها وزوجات أبنائها وابن شقيقي حتى الجنين في بطن امه مات"، مشدداً على أن الاستهداف تم دون تحذير مشيراً إلى أنهم أخذوا على غفلة هم نائمون.

وبين الخيام المحترقة التي تحولت إلى رماد أسود، تصاعدت أدخنة النيران بين الفينة والأخرى، تنفث في الهواء مزيجًا خانقًا من الروائح: البارود والنار، الدم واللحم البشري المتفحم، ورائحة الماء على الدم.

روائح تبقى عالقة في الذاكرة إلى الأبد، لا تغادر أنف من مرّ من هناك، ولا ذاكرة من نظر في وجوه الموتى والناجين، فالسير بين الخيام والنظر في تفاصيلها المشتعلة يكفي لتدرك أنك أمام جريمة مكتملة الأركان.

من بين بقايا الحياة التي احترقت، تظهر دراجة هوائية صغيرة، وحفاضات لطفل، وقطع من ملابس أطفال تفحمت، وبقايا كرسي متحرك كان يجلس عليه طفل شهيد، وبعض الأواني المنزلية وعبوات الطعام المتناثرة ... كلها شواهد دامغة على أن العائلة كانت نازحة، تحاول النجاة بحياة أطفالها، لكن جيش الاحتلال الإسرائيلي أراد غير ذلك.

أخبار متعلقة :