تراجعت أسعار الذهب اليوم وسط حالة من التفاؤل بتخفيف التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، مما أدى إلى تقليل جاذبية الذهب كملاذ آمن، وجاء ذلك في ظل البيانات القوية عن سوق العمل الأمريكي التي فاقت التوقعات، مما قلل احتمالية قيام الفيدرالي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة هذا الشهر، وقد دفعت هذه الأخبار الأسواق العالمية نحو ترقب حذر.

تراجع أسعار الذهب وتأثير النزاع التجاري

تأثرت أسعار الذهب بشكل ملحوظ اليوم مع تراجع العقود الآجلة بنسبة 0.3% لتصل إلى 3335.6 دولار للأونصة وفقًا لما نقلته “سي إن بي سي عربية”، ويعزى هذا الهبوط إلى التفاؤل الحذر حول الاجتماعات المرتقبة بين كبار مساعدي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظرائهم من الصين لبحث سبل إنهاء النزاع التجاري، هذا النزاع بين أكبر اقتصادين في العالم كان له تأثيرات واسعة على الأسواق العالمية خلال الفترة الماضية، حيث شهدت الأسواق حركة مضطربة مع أي مستجدات تتعلق بهذا الملف.

تقرير الوظائف الأمريكية وتأثيره على أسعار الذهب

حقق الاقتصاد الأمريكي زيادة في الوظائف بلغت 139 ألف وظيفة في مايو الماضي، وهو رقم تجاوز توقعات المحللين، بينما حافظ معدل البطالة على استقراره عند نسبة 4.2%، هذه البيانات أثرت مباشرة على توقعات السوق بشأن سياسة الفائدة، حيث قلل المستثمرون من رهاناتهم على خفض مستويات الفائدة الوشيك، ويتوقع الآن حدوث خفض محتمل واحد بنهاية شهر أكتوبر، في ذات السياق، ينتظر المستثمرون صدور بيانات مؤشر أسعار المستهلكين المرتقب يوم الأربعاء للحصول على مزيد من الإشارات المتعلقة بالاقتصاد الأمريكي.

العوامل الجيوسياسية وتأثيرها على تداول الذهب

دخل اليوم أمر تنفيذي أصدره الرئيس الأمريكي حيّز التنفيذ، يقضي بمنع دخول مواطني 12 دولة إلى الولايات المتحدة، ويأتي هذا القرار ضمن سياق التوترات الجيوسياسية والسياسات الخارجية التي تؤثر مباشرة على الأسواق المالية وأسعار المعادن النفيسة، قرارات من هذا النوع تؤدي إلى تغيرات مفاجئة في اتجاهات الاستثمار، فهي في بعض الأحيان تدفع نحو تعزيز الطلب على الملاذات الآمنة كالمعادن، وفي أحيان أخرى تساهم في تخفيفها بناءً على الاستجابات الإقليمية والعالمية.

الآفاق المستقبلية لأسعار الذهب

مع استمرار التسوية المتوقعة للنزاع التجاري بين الصين وأمريكا، قد تُواجه أسعار الذهب مزيدًا من الضغط، بالإضافة إلى تأثير القرارات الاقتصادية الأمريكية المرتقبة مثل إعلان بيانات التضخم وقوانين الفائدة، وبينما تنخفض التوقعات بشأن خفض الفائدة، يواصل المستثمرون رصد كل هذه الإشارات لتحديد توجهاتهم الاستثمارية، حيث يبقى الذهب حسّاسًا لأي تغييرات في السياسة النقدية أو الجيوسياسية، في ظل وجود عوامل متنوعة تُعيد تشكيل المشهد الاقتصادي العالمي بشكل متواصل.