شهدت أسعار الذهب استقراراً ملحوظاً بعد خسائر كبيرة قُدّرت بنسبة 2% خلال الجلستين الماضيتين، حيث تتزايد الآمال في أن تسهم جولة جديدة من المفاوضات التجارية المرتقبة بين الولايات المتحدة والصين في تخفيف حدة التوترات بينهما، هذا الأمر دفع بالذهب للاستقرار عند مستوى 3,306 دولارات للأونصة بعد التراجع السابق يوم الجمعة؛ نتيجة صدور بيانات وظائف أميركية فاقت التوقعات، مما خفف بعض المخاوف بشأن تباطؤ الاقتصاد الأميركي.

أسعار الذهب في ظل المحادثات التجارية

من المتوقع أن يعقد المفاوضون التجاريون من الولايات المتحدة والصين اجتماعاً مهماً في لندن هذا الإثنين، حيث ستتناول المحادثات قضايا تتعلق بهيمنة الصين على إنتاج معادن الأرض النادرة، يمكن لتلك المحادثات أن تؤثر بشكل مباشر على أسعار الذهب، إذ أن التوترات التجارية هي عامل محفز لارتفاع الطلب على المعدن الثمين الذي يُعد ملاذاً آمناً لكثيرين خلال الأوقات العصيبة، إذا سارت المحادثات في اتجاه إيجابي؛ قد يؤثر ذلك على استقرار الأسعار أو يؤدي إلى تراجع محدود لها.

تأثير مزاد سندات الخزانة على أسعار الذهب

ينتظر المستثمرون عن كثب نتائج مزاد سندات الخزانة الأميركية طويلة الأجل، المزمع عقده يوم الخميس، حيث يُعد هذا المزاد حدثاً غير مألوف بسبب المخاوف العالمية المتعلقة بالديون الأميركية، النتائج الضعيفة المتوقعة قد تصب في مصلحة الذهب، وذلك عن طريق إضفاء المزيد من الثقة على المعدن النفيس بين المستثمرين، من الضروري متابعة هذا المزاد لأن تحركاته سيكون لها تأثير على الأسواق العالمية، خصوصاً مع استمرار البيئة الاقتصادية غير المستقرة التي عززت مكاسب الذهب بنحو 25% هذا العام.

أداء الذهب والمعادن النفيسة الأخرى

بحسب البيانات، تراجع سعر الذهب الفوري بنسبة 0.1% إلى مستوى 3,306.48 دولار للأونصة، مع استقرار مؤشر “بلومبرغ” الفوري للدولار الأميركي، فيما حافظت الفضة على مستوياتها بدون تغير يُذكر، أما بالنسبة للبلاديوم والبلاتين، فقد شهدا انخفاضاً طفيفاً في أسعارهما، هذه التغيرات الطفيفة تعد دليلاً على حالة الحذر والاستعداد التي تسيطر على المستثمرين حالياً، مما يدعم الاتجاه نحو الذهب باعتباره المؤشر الرئيسي لاستقرار السوق.

دور البنوك المركزية في دعم أسعار الذهب

لعبت البنوك المركزية دوراً كبيراً في دعم الأسعار من خلال عمليات الشراء المستمرة، حيث واصل بنك الشعب الصيني شراء الذهب للشهر السابع على التوالي في مايو، مما يظهر اعتماداً استراتيجياً على المعدن الثمين كأداة للتحوط من التقلبات الاقتصادية والجيوسياسية المتزايدة، يساعد هذا الإقبال المتزايد من البنوك المركزية على تعزيز الطلب العالمي على الذهب، مما يساهم في تأمين استقرار نسبي للسوق بالرغم من ضغوط الاقتصاد العالمي.

العوامل المؤثرة على سوق الذهب عالمياً