قال رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان إنه سيحتفل بفوز مرشحة حزب التجمع الوطني الفرنسي مارين لوبان في الانتخابات الرئاسية الفرنسية المقررة لعام 2027، مشيدًا بشراكة محتملة معها لتغيير النظام البيروقراطي الذي يُهيمن على السياسة الأوروبية، يأتي هذا التصريح في سياق التوترات السياسية بين الدول الأوروبية الكبرى وتأثيرها على مستقبل الاتحاد الأوروبي.

تصريحات أوربان وتحالف محتمل مع مارين لوبان

أكد أوربان، خلال مقابلة مع قناة LCI التلفزيونية، أنه مستعد للعمل عن كثب مع مارين لوبان في حال انتخابها رئيسة لفرنسا، موضحًا أن التعاون بينهما سيكون لمواجهة البيروقراطية الأوروبية التي يعتبرها عقبة أمام حرية الدول الأعضاء، كما أشار إلى احترامه للرئيس الفرنسي الحالي إيمانويل ماكرون، إلا أنه عبّر عن اعتراضه على السياسات التي يدعّم فيها ماكرون إملاءات بروكسل، وهو ما اعتبره أوربان مؤثرًا على سيادة الدول واستقلال قراراتها.

خلافات حول مستقبل أوروبا

خلال حديثه الإعلامي، أشار أوربان إلى أن التخطيط الأوروبي الحالي بقيادة فرنسا وألمانيا يثير خلافات كبيرة مع بلدان أخرى، ووصف أوربان السياسات الأوروبية الحالية بكونها تمارس الضغوط عبر الاتحاد الأوروبي بطريقة لا تخدم مصالح الجميع، بل تنحاز للتحالفات الكبرى، وقد صرح بأن فرنسا وألمانيا تتحملان مسؤولية كبيرة عما يحدث داخل القارة الأوروبية الآن.

مارين لوبان وقضايا تتعلق بالديمقراطية

بالرغم من تصريحات أوربان الإيجابية تجاه مارين لوبان، تواجه زعيمة حزب التجمع الوطني الفرنسي تحديات قانونية، ففي الربيع الماضي أصدرت محكمة في باريس حُكمًا يمنعها من الترشح لأي منصب عام، بسبب قضية تتعلق باختلاس أموال من البرلمان الأوروبي، وقد يؤدي هذا القرار إلى حرمانها من المشاركة الفعلية في الانتخابات الرئاسية لعام 2027، وهو ما قد يؤثر على المشهد السياسي بشكل كبير.

تعليق الكرملين على السياسات الأوروبية

في سياق متصل، لفت المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إلى أن العديد من الدول الأوروبية تتخلى تدريجيًا عن الالتزام بالمعايير الديمقراطية أثناء العملية السياسية، واعتبر بيسكوف أن التحرك الأوروبي الحالي يسير في اتجاه يهدد التوازن الديمقراطي داخل القارة، مما يعكس حالة الانقسام السياسي التي تعاني منها أوروبا اليوم.

آراء سياسية وتأثيرها على أوروبا

تعبر تصريحات أوربان وتحركات لوبان عن تصاعد النزعة القومية داخل أوروبا، حيث تتبنى بعض الدول مواقف معارضة للتوجهات السياسية التقليدية، ويسلط ذلك الضوء على التغيرات العميقة التي تشهدها القارة، مما يجعل مستقبل الاتحاد الأوروبي مرهونًا بتطور هذه الديناميكيات السياسية بين أعضائه.