تحري هلال ذو الحجة في سلطنة عمان يشغل حيزًا هامًا ضمن الأنشطة الدينية على مستوى البلاد، حيث يأتي تنظيم هذا الحدث السنوي بالتوافق مع أهمية الالتزام بالتقويم القمري الإسلامي، إذ يترتب عليه تحديد مواعيد رئيسية مثل يوم عرفة وعيد الأضحى المبارك، وفي إطار هذه الجهود، تعمد سلطنة عمان إلى استخدام أدق الأساليب الشرعية والفلكية لتعزيز دقة الرصد والمصداقية.

تحري هلال ذو الحجة: الاستطلاع الفلكي في سلطنة عمان

تعمل سلطنة عمان بشكل منظم من خلال فرق مختصة لمتابعة رصد الهلال، حيث تبدأ عملية الاستطلاع في مساء يوم التاسع والعشرين من شهر ذي القعدة، وتشمل تلك العملية العديد من الخطوات الهامة التي تجمع بين العلم والدين، فتُستخدم خلالها أجهزة حديثة بالإضافة إلى الاستعانة بالعين المجردة لضمان دقة النتائج، كما يتم اختيار مواقع متعددة وموزعة جغرافيا لأنشطة الرصد، وذلك لمنح نتائج تغطي مناطق مختلفة، وتساهم في تحسين احتمالية رؤية الهلال في ظروف مناخية مختلفة.

الخطوات المعتمدة في تحري هلال ذو الحجة

تتبع سلطنة عمان خطة مدروسة لتحري الهلال بداية من غروب الشمس في اليوم المحدد، وهذه العملية تتم وفق مجموعة من الخطوات التي تضمن مصداقية الرؤية وشرعيتها:

• مراقبة السماء مباشرة بعد غروب الشمس عند اليوم المتوقع لتحري الهلال.
• تسجيل الأرصاد والتقارير الميدانية من الفرق المشاركة وفق الظروف المناخية لكل منطقة.
• تحليل وضع الهلال من خلال الملاحظات الفلكية لتحديد إذا كان يظهر بعد الغروب بفترة كافية.
• جمع وتحليل البيانات من كافة المناطق المشاركة للتحقق من إمكانية الرؤية.

الأهمية الشرعية والاجتماعية لتحري هلال ذو الحجة

لتحديد بداية شهر ذو الحجة أهمية خاصة، حيث يرتبط هذا الحدث بمواعيد دينية واجتماعية محورية للمسلمين، ويُسهم في تحديد أيام عرفة والتشريق بالإضافة ليوم عيد الأضحى المبارك، وهذا التنسيق يساعد المسلمين على التزام تقويم موحد والاحتفال بالمناسبات الدينية بشكل منظم، ومن الناحية الاجتماعية، يُبرز هذا الحدث قيم الوحدة المجتمعية والتكاتف في أداء العبادات الكبرى التي تقام خلال تلك الفترة.

الدور الرسمي للجهات العمانية في إعلان موعد هلال ذو الحجة

تضطلع سلطنة عمان بمسؤولية إعلان بداية الشهر الهجري بشكل رسمي من خلال جهاتها المختصة، حيث يتولى المجلس الأعلى للقضاء الإعلان النهائي بعد جمع وتحليل كافة البيانات، ويتم اعتماد البيان الرسمي بالتنسيق مع وسائل الإعلام لنشر المعلومة بدقة وسرعة، والهدف من ذلك هو توحيد الجهود بين المواطنين والمقيمين لأداء الشعائر وفق مواعيد دقيقة ومضبوطة، وهو ما يعكس مدى التزام السلطنة بمزج الأسس الشرعية بأحدث أدوات الرصد الفلكي المعاصرة.