تشهد أسعار الذهب حالة من التقلب وسط استمرار عدم اليقين الاقتصادي والجيوسياسي، ورغم الانخفاظ الأسبوعي للأسعار، إلا أن هذا المعدن النفيس يواصل تحقيق مكاسب شهرية طفيفة، حيث يدعمه الطلب المتزايد كملاذ آمن في ظل الأوضاع الاقتصادية الحالية، ويبقى الذهب محصورًا ضمن نطاق سعر محدد، حيث يشير الخبراء إلى دعم قوي عند 3100 دولار للأونصة ومقاومة عند 3400 دولار للأونصة.

توقعات أسعار الذهب في ظل التقلبات الحالية

يتفق المحللون على أن أسعار الذهب تسير في مسار متذبذب مع بداية الشهر الجديد، فقد أغلقت تعاملات الذهب الفورية الأسبوع الماضي عند حوالي 3292 دولارًا للأونصة، مسجلة انخفاضًا بنسبة 2%، وعلى الرغم من هذا التراجع الأسبوعي، تواصل الأسعار سلسلة مكاسبها المميزة للشهر الخامس على التوالي، إلا أن سوق العقود الآجلة على العكس تمامًا، حيث شهدت انخفاضًا طفيفًا مع نهاية الشهر.

يرى الخبراء أن حالة التقلبات ستبقى مستمرة، مع تسجيل معدل تقلب شهري بلغ 324 دولارًا للأوقية، وهو أقل من معدل الشهر الماضي الذي بلغ 539 دولارًا، ولكنه لا يزال فوق متوسط العشرين عامًا التاريخي البالغ 89 دولارًا للأوقية، تشير هذه التقلبات إلى أن المعنويات الحالية لدى المستثمرين تتسم بالحذر والانتظار لما ستؤول إليه الأوضاع الاقتصادية العالمية.

العوامل الرئيسية التي تؤثر على الذهب

يؤكد المحللون أن هناك مجموعة من العوامل الاقتصادية والسياسية التي تؤثر بشكل مباشر على أسعار الذهب في الوقت الحالي، أبرز هذه العوامل تتمثل في التباطؤ الاقتصادي العالمي، التضخم المرتفع بنسب وصلت 2.5% خلال الاثني عشر شهرًا الماضية، والتوترات الجيوسياسية التي تسهم في زيادة الطلب على الذهب كملاذ آمن.

تساهم كذلك السياسات الاقتصادية الأمريكية وخاصة المتعلقة بالحرب التجارية وقوانين الرسوم الجمركية في زيادة حالة عدم الاستقرار، مما ينعكس على حركة الأسواق، كما أن المخاوف من الركود التضخمي تظل موجودة، حيث تهدد قضايا مثل الصحة المالية العامة والتعريفات الجمركية استقرار الاقتصاد العالمي بأكمله.

ردود الفعل والتحليلات المستقبلية

صرحت شانتيل شيفن، رئيسة الأبحاث في كابيتالايت ريسيرش، أن الاضطرابات السياسية الأميركية هي السبب الرئيسي للتقلبات الحادة التي يشهدها الذهب، وأشارت إلى أن هذه التقلبات قد تستمر طوال الصيف مع ترقب قرارات جديدة بشأن السياسات الاقتصادية الأمريكية، كما تشير إلى أن الأسعار الحالية قد تأخذ منحنى تصاعديًا مع نهاية العام.

بالإضافة إلى ذلك، يرى بعض المحللين أن الذهب قد لا يعود إلى مستويات قياسية قاربت الـ3500 دولار للأونصة قريبًا، إلا أن هناك إمكانية لتحقيق مكاسب قوية في المدى الطويل بفضل زيادة الطلب، فهناك العديد من الأزمات المحتملة التي تجعل المستثمرين يحتفظون بالذهب كاستثمار آمن.

التوقعات الاقتصادية وتأثيرها على الذهب

من المتوقع أن يكون الأسبوع المقبل مليئًا بالتقلبات مع صدور بيانات اقتصادية هامة مثل تقرير الوظائف غير الزراعية وأرقام التوظيف والتصنيع، حيث يبحث المستثمرون عن دلائل على تباطؤ سوق العمل الأمريكي ما قد يؤثر على قرارات الاحتياطي الفيدرالي بشأن السياسة النقدية، وبالتالي سيظل الذهب على رأس قائمة الاهتمامات للمستثمرين.