كامبريدج - أ ف ب
بدأت جامعة هارفرد حفل التخرج السنوي لطلابها، وفق تقليد يجري هذه السنة، في ظل معركة قضائية مع إدارة الرئيس دونالد ترامب الذي يستهدف مؤسسة تعتبر من الأعرق في العالم بسلسلة إجراءات.
وفي وقت مبكر من صباح الخميس، احتشد مئات من الطلاب والأكاديميين بملابس التخرّج، على درجات المكتبة الرئيسية في الحرم الجامعي، في وقت تخضع الجامعة المرموقة لضغوط غير مسبوقة من قبل ترامب.
ويسعى ترامب إلى منع هارفرد من استقبال طلاب أجانب، وفسخ عقودها مع الحكومة الفيدرالية، وخفض المساعدات الممنوحة لها ببضعة مليارات الدولارات، وإعادة النظر في وضعها كمؤسسة معفية من الضرائب. وطعنت هارفرد بهذه التدابير أمام القضاء.
ولطالما صب ترامب غضبه على هارفرد التي تنتمي إلى آيفي ليغ، رابطة المؤسسات الجامعية الكبرى الأمريكية، والتي تصدت لعزم إدارته ضبط عمليات الانتساب والتعيين، والسيطرة على محتوى البرامج والتوجهات في مجال البحث. وتقول الحكومة إنّ الجامعة تتسامح مع معاداة السامية والتحيّز لليبرالية.
وأعلن ترامب الأربعاء، أن «هارفرد تعامل بلادنا بقلة احترام كبيرة، وتمضي أبعد وأبعد في ذلك».
وكان رئيس الجامعة آلن غاربر اعتبر الثلاثاء، عبر إذاعة «إن آر بي»، أن إدارة ترامب المصممة على نشر عقيدتها المحافظة «لا تحب أحياناً ما نمثله».
وقد يلقي غاربر كلمة خلال حفل الخميس. وإذا أقر بوجود مشكلات تتعلق بمعاداة السامية في هارفرد، رأى في المقابلة أن «ما يثير الحيرة هو أن التدابير التي اتخذوها لتسوية هذه المسائل لا تطال حتى الأشخاص الذين يعتبرون أنهم يتسببون بالمشكلات».
وسيكون مؤلّف كتاب «ميثاق الماء» إبراهام فيرغيز المتحدث في حفل التخرّج، حيث سيحصل على شهادة فخرية أمام الحشود التي ترتدي الزي الأكاديمي.
وتوجه نجم كرة السلة والناشط الحقوقي كريم عبد الجبار إلى دفعة خريجي 2025 خلال يوم التخرج الأربعاء وقال: «حين حاولت إدارة متسلطة ترهيب هارفردـ وتهديدها من أجل أن تتخلى عن حريتها الأكاديميةـ وللقضاء على حرية التعبير، رفض الدكتور آلان غاربر الضغوط غير القانونية وغير الأخلاقية» مشبهاً غاربر ببطلة الحقوق المدنية روزا باركس.
وقالت الطالبة الفرنسية الأمريكية في الجامعة مادلين كوتز، إن بعض الطلاب يخططون لتحركات احتجاجية فردية ضد سياسات ترامب.
وقالت الطالبة البالغة 22 عاماً: «الأجواء هي أن مجرد الاستمرار باحتفالية في المسيرات والجوقات الموسيقية هو في ذاته فعل مقاومة».
نزاعات قضائية
وإن كانت هارفرد في الخط الأمامي في مواجهة الرئيس، فقد استهدف جامعات مرموقة عدة، بينها جامعة كولومبيا التي قدمت تنازلات كبرى للإدارة على أمل استعادة 400 مليون دولار من المساعدات التي سُحبت منها.
وعلى هامش حفل التخرج، يستمع قاض فيدرالي في بوسطن الخميس، إلى الأطراف المتنازعة بشأن إلغاء حق استقبال طلاب أجانب.
وسبق أن علقت القاضية أليسون بوروز هذا الإجراء الحكومي بحق هارفرد التي يأتي 27% من طلابها من الخارج، ما يشكل لها مصدراً مهماً للمواردـ ويسهم في إشعاعها في العالم.
وتلقت الجامعة منذ قرار ترامب سيلاً من الطلبات من طلاب أجانب يسعون للانتقال إلى جامعات أخرى، على ما أفادت مديرة خدمات الهجرة مورين مارتن الأربعاء. وكتبت في وثيقة موجهة إلى القضاء أن «طلاباً وباحثين دوليين يفيدون عن ضغط نفسي يؤثر في صحتهم العقلية، ويجعل من الصعب عليهم التركيز في دراساتهم».
وتظاهرت القاضية السابقة المتخصصة في مسائل الهجرة باتريشا شيبرد الأربعاء، أمام هارفرد مرتدية ثوب القضاة الأسود، ورافعة لافتة كتب عليها «من أجل حكم القانون». وقالت: «علينا أن ننظر في سبب رفع بعض هذه الدعاوى، ولا يبدو لي لائقاً أن ينخرط رئيس في أفعال معينة بدافع الانتقام».
0 تعليق