شهدت أسعار النفط ارتفاعًا ملحوظًا اليوم حيث أثرت عوامل اقتصادية وقضائية على السوق بشكل بارز، يأتي هذا الصعود بعد حكم قضائي أمريكي أوقف معظم التعريفات الجمركية التي فرضتها الإدارة السابقة، لتسجل الأسواق تحسنًا ملحوظًا وسط ترقب لقرارات تحالف “أوبك+” حول زيادة إنتاج النفط في الفترة المقبلة، بالإضافة إلى ترقب عقوبات أمريكية جديدة قد تؤثر على إمدادات النفط الروسية.

أسعار النفط اليوم

أسعار النفط شهدت تحسنًا كبيرًا مدفوعة بالتغيرات الأخيرة، فقد ارتفع خام برنت بنسبة 1.2% ليصل إلى 65.68 دولارًا للبرميل، بينما سجل خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي ارتفاعًا مماثلًا بنسبة 1.3% ليبلغ 62.62 دولارًا للبرميل، هذا الارتفاع يعكس الأثر الفوري للبيئة الاقتصادية والسياسية المؤثرة على الأسعار في الأسواق العالمية، وهو ما يدفع المحللين إلى توقع استمرار التغيرات في سوق النفط العالمي.

تأثير الرسوم الجمركية

جاء قرار المحكمة الأمريكية الذي أوقف تعريفات واسعة فرضتها إدارة ترامب بمثابة دفعة قوية للأسواق، فالمحكمة رأت أن تلك الرسوم تجاوزت الصلاحيات الممنوحة قانونيًا، ومع أن الإدارة الأمريكية الجديدة تسعى لاستئناف الحكم، إلا أن الأسواق استفادت من هذا القرار الذي ساهم في تهدئة المخاوف بشأن استمرار القيود التجارية التي أثرت سلبًا على الاقتصاد العالمي، ويرى المحللون أن السوق استقبل هذا التطور باعتباره فرصة لالتقاط الأنفاس، خاصة في ظل استمرار حالة عدم اليقين بشأن الأنظمة الاقتصادية والسياسية.

معروض النفط والمخاطر الجيوسياسية

يتزايد القلق بشأن العقوبات الأمريكية المحتملة على صادرات النفط الروسية، كونها قد تؤدي إلى تعقيد تدفقات الإمدادات العالمية، كما تسلط الأضواء على اجتماع تحالف “أوبك+” المرتقب والذي من المتوقع أن يعتمد زيادة جديدة في الإنتاج تصل إلى 411 ألف برميل يوميًا في يوليو القادم، هذه القرارات والضغوط السياسية تجعل من سوق النفط بيئة تتجه دائمًا نحو التقلب، خاصة أن هناك عوامل إضافية مثل انسحاب شركة “شيفرون” الأمريكية من فنزويلا وسحب ترخيصها بتصدير النفط، مما قلل من الإمدادات العالمية بشكل عام.

الطلب العالمي على النفط

تشير التحليلات العالمية إلى أن الطلب على النفط سيظل مرتفعًا خلال الشهور القادمة مما يعزز الفجوة بين العرض والطلب بمتوسط يصل إلى 600 إلى 700 ألف برميل يوميًا، إضافة لذلك، لا تزال الأسواق تترقب تقارير المخزونات النفطية الأسبوعية ودورها أيضًا في التأثير على الأسعار، التقارير الأولية تشير إلى انخفاض مخزونات الخام والبنزين في الولايات المتحدة، بينما قد تشهد نواتج التقطير نموًا متزايدًا، علاوة على هذا، تسببت الحرائق المستمرة في مقاطعة ألبرتا الكندية في تعطيل بعض عمليات إنتاج النفط وإجلاء السكان، مما أثر على الإمدادات بشكل مباشر.