جهود مكثفة للوسطاء.. وحديث عن تقدم في مفاوضات غزة

الخليج 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

اكتسبت المفاوضات الجارية حول وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وإبرام صفقة تبادل للأسرى، زخماً جديداً عبر تحركات وجهود كبيرة يبذلها الوسطاء، ترافقت مع ضغوط أمريكية على الجانبين، وسط حديث عن تقدم في المفاوضات وإنفراجة قريبة نحو التوصل إلى اتفاق، في وقت تصاعدت حدة المواقف الأوروبية المطالبة بوقف «الإبادة» وإدخال المساعدات إلى غزة، وبينما نددت رئيسة المفوضية الأوروبية باستخدام القوة غير المتناسب ضد المدنيين والضربة الإسرائيلية «البغيضة» لمدرسة تؤوي نازحين في غزة، أكدت بلجيكا أن الحصار عار وتجويع سكان غزة جريمة حرب، كما غيرت ألمانيا لهجتها وأكدت أنها لن تتضامن مع إسرائيل بالإجبار في ظل مأساة غزة، في حين أكدت مصر وإسبانيا رفضهما تهجير سكان غزة، ودعتا إلى وقف العدوان على غزة وتنفيذ «حل الدولتين».
أبلغ المبعوثون الأمريكيون ستيف ويتكوف وآدم بويلر عائلات الأسرى الإسرائيليين أن هناك فرصة كبيرة لتحقيق تقدم في المفاوضات لإطلاق سراح الأسرى في الأيام المقبلة. وذكرت صحيفة يديعوت أحرنوت أن رجال ترامب يمارسون ضغوطاً شديدة على جانبي المفاوضات، إسرائيل و«حماس»، للسعي إلى التوصل إلى اتفاق يؤدي إلى إطلاق سراح الأسرى ومنع استمرار الكارثة الإنسانية في قطاع غزة. وبينما أنكر الأمريكيون دعمهم لما سمي مقترح «حماس» الأخير الذي طرحه رجل الأعمال الفلسطيني - الأمريكي بشارة بحبح، يشتبه مسؤولون إسرائيليون في أن الولايات المتحدة قدمت الاقتراح كتكتيك ضغط لتخفيف معارضة إسرائيل لإنهاء الحرب. وتضيف الصحيفة، كان من الواضح أن إسرائيل سوف تعارض إطلاق سراح خمسة أسرى أحياء فقط، وهو ما يشكل نصف المخطط الأصلي الذي اقترحه ويتكوف، والذي يتحدث عن عشرة أسرى أحياء في اليوم الأول من وقف إطلاق النار إلى جانب إطلاق سراح نصف القتلى. وتشير التقديرات إلى أن الولايات المتحدة تمارس ضغوطاً على إسرائيل للموافقة على حصول «حماس» على ضمانات أمريكية لإنهاء الحرب، وبالتالي فمن المتوقع أن توافق الحركة على قبول الخطوط العريضة الأصلية التي وضعها ويتكوف. وتطالب الحركة بأن يوقع على الاتفاق فيتكوف، الذي سيصافح أيضاً المسؤول الكبير في الجناح السياسي لحركة حماس خليل الحية. وفقاً لتقرير الصحيفة فإن هذه المصافحة، بطبيعة الحال، أكثر من مجرد رمزية، بل معناها العملي هو الاعتراف الأمريكي ب«حماس».
ورغم أن إسرائيل رفضت علناً اقتراح «حماس»، إلا أن كبار المسؤولين اعترفوا بأنه كان اختراقاً، حيث لم توافق الحركة حتى الآن على سماع أي شيء عن مخطط فيتكوف، بل فقط عن صفقة من شأنها إنهاء الحرب. وتشير الصحيفة إلى أن ويتكوف سيحاول إقناع إسرائيل بأن تكون مرنة في مسألة إنهاء الحرب التي ستبلغ يومها ال600 اليوم الأربعاء.
وكانت حركة «حماس» أعلنت قبول مقترح ويتكوف للوصول إلى اتفاق لوقف الحرب في قطاع غزة، وانسحاب القوات الإسرائيلية.
من جهة أخرى، وجه المستشار الألماني فريدريش ميرتس، أمس الثلاثاء، أشد انتقاداته لإسرائيل حتى الآن، منتقداً الغارات الجوية المكثفة على غزة، وواصفاً إياها بأنها لم «تعد مبررة» وأنها «غير مفهومة». وتعكس هذه الرسالة التي صدرت خلال مؤتمر صحفي في فنلندا، تحولاً أوسع في الرأي العام، ورغبة أكبر من كبار السياسيين الألمان في انتقاد سلوك إسرائيل منذ هجوم 7 أكتوبر 2023.
ومن جهته، قال وزير الخارجية الألماني يوهان فادفول أمس إن بلاده لن تتضامن مع إسرائيل بالإجبار، معرباً عن صدمته من الحملة الإسرائيلية على غزة «التي تحرم سكان القطاع من الغذاء والدواء». وأضاف في مقابلة إذاعية «يجب ألا يستغل التزامنا بمكافحة معاداة السامية ودعمنا الكامل لحق دولة إسرائيل في الوجود والأمن كأداة في الصراع والحرب الدائرة حالياً في قطاع غزة».
وبدوره، قال وزير خارجية بلجيكا ماكسيم بريفو:«لا أعلم ما الفظائع الأخرى التي يجب أن تحدث في غزة قبل أن نتحدث عن إبادة جماعية».
وأضاف«إدانة الوضع بغزة لم تعد تكفي ونحتاج إلى تحركات ملموسة لدفع إسرائيل نحو التغيير». وقال «الصور من غزة تثير الغضب والحصار الإنساني عار وتجويع السكان عمداً جريمة حرب». وأكد «وضعت سلسلة من الإجراءات أمام الحكومة بما في ذلك فرض عقوبات على إسرائيل». وأشار إلى أنه يجب كسر الحصار كي لا يموت الأطفال في غزة جوعاً.
ونددت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بشدة بتوسع العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة. وقالت فون دير لاين، في بيان نشرته المفوضية الأوروبية، أمس الثلاثاء: «لطالما أيدت المفوضية الأوروبية حق إسرائيل في الأمن والدفاع عن نفسها وستواصل ذلك، ولكن هذا التصعيد واستخدام القوة غير المتناسب ضد المدنيين لا يمكن تبريرهما وفق القانون الإنساني والدولي». وأضافت: «توسع العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة الذي يستهدف البنية التحتية المدنية ومن ضمنها مدرسة تؤوي إليها الأسر الفلسطينية النازحة، ما أسفر عن مقتل مدنيين ومن بينهم أطفال، يعد أمراً بغيضاً».
في غضون ذلك، أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، خلال اتصال هاتفي، رفضهما القاطع لاستمرار العدوان الإسرائيلي على غزة، ورفض جميع محاولات تهجير المواطنين الفلسطينيين من أراضيهم. ودعا الجانبان إلى الوقف الفوري لإطلاق النار، وضمان دخول المساعدات الإنسانية، مع توفير الظروف الملائمة لتنفيذ حل الدولتين من خلال توسيع الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وحشد الدعم لتنفيذ الخطة العربية الإسلامية، لإعادة إعمار قطاع غزة دون تهجير سكانه. (وكالات)

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق