واصل الجيش الإسرائيلي حربه الوحشية على قطاع غزة، أمس الثلاثاء، مرتكباً المزيد من المجازر التي أوقعت عشرات القتلى والجرحى، وسط تقارير عن اعتزام الجيش الإسرائيلي تقسيم غزة إلى منطقتين: واحدة تحت سيطرة «حماس» وأخرى تحت إدارة عسكرية، بينما أعلنت إسرائيل، أنها تلقت 90 ألف طن من المعدات العسكرية منذ أكتوبر 2023، فيما أكدت منظمة الهجرة الدولية نزوح قرابة 180 ألف شخص قسراً خلال 10 أيام فقط من العمليات الإسرائيلية في غزة، بالتزامن مع اشتداد الكارثة الإنسانية وفشل الآلية الإسرائيلية الأمريكية الجديدة في توزيع المساعدات، بعد اقتحام حشود فلسطينية من الجياع لتلك المراكز، بينما اعتبرتها الأمم المتحدة تشتيتاً للانتباه عما هو مطلوب مثل رفع الحصار وفتح المعابر.
وذكرت المنظمة الدولية للهجرة، أمس الثلاثاء، أن الهجمات الإسرائيلية على غزة تسببت في نزوح قرابة 180 ألف شخص قسراً خلال 10 أيام فقط حتى 25 مايو/ أيار. وأعرب بيان صادر نيابة عن المجموعة العالمية لتنسيق وإدارة المخيمات عن القلق العميق وندد بالهجمات المباشرة على مراكز الإيواء التي وصفها بأنها أصبحت «شائعة».
من جهة أخرى، ذكرت وزارة الجيش الإسرائيلية أنها تلقت 90 ألف طن من المعدات العسكرية وصلت إسرائيل منذ بداية الحرب على قطاع غزة عبر 800 رحلة جوية و140 بحرية.
وأشارت إلى أن تلك المعدات تشمل ذخائر، مركبات مدرعة، معدات حماية شخصية، معدات طبية، وغيرها. وكشف مسؤولون كبار في الجيش الإسرائيلي عن أن الجيش يقترب من تنفيذ خطة لتقسيم غزة إلى شطرين، أحدهما تحت سيطرة «حماس»، والآخر يخضع للسيطرة الإسرائيلية، في خطوة وصفوها بأنها قد تغيّر مجرى الحرب كلياً واحتلال كامل القطاع.
في غضون ذلك، أكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن الجيش الإسرائيلي فشل فشلاً ذريعاً في مشروع توزيع المساعدات في المناطق العازلة وسط انهيار المسار الإنساني وتصاعد جريمة التجويع. وأضاف المكتب في بيان: «نؤكد أن المشروع الإسرائيلي لتوزيع المساعدات في ما يُسمّى المناطق العازلة قد فشل فشلاً ذريعاً وفقاً للتقارير الميدانية ووفقاً لما أعلن عنه الإعلام الإسرائيلي كذلك، بعدما اندفع آلاف الجائعين، الذين حاصرهم الجيش الإسرائيلي وقَطع عنهم الغذاء والدواء منذ حوالي 90 يوماً، نحو تلك المناطق في مشهد مأساوي ومؤلم، انتهى باقتحام مراكز التوزيع والاستيلاء على الطعام تحت وطأة الجوع القاتل، وتدخل القوات الإسرائيلية بإطلاق النار وإصابة عدد من الفلسطينيين، ما يعكس بوضوح الانهيار الكامل للمسار الإنساني الذي تزعمه السلطات الإسرائيلية».
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن، أمس الثلاثاء، البدء في توزيع المساعدات في رفح، مشيراً إلى أنه تم الانتهاء من إنشاء مجمعات توزيع المساعدات تحت حماية شركة الأمن المدني الأمريكية في قطاع غزة.
ومن جانبها، أكدت الأمم المتحدة، أمس الثلاثاء، أن عمل منظمة إنسانية خاصة مدعومة من الولايات المتحدة مكلفة بتوزيع المساعدات في غزة ما هو إلا تشتيت للانتباه عما هو مطلوب مثل فتح المعابر.
وقال المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ينس لايركه في إفادة صحفية في جنيف: «لا نشارك في هذا النهج للأسباب التي ذكرناها. إنه تشتيت للانتباه عمّا هو مطلوب بالفعل»، داعياً إلى إعادة فتح جميع المعابر إلى غزة والمزيد من الموافقات الإسرائيلية على إدخال إمدادات طارئة.
وقالت المتحدثة باسم «الأونروا» جولييت توما في اتصال عبر الفيديو: «الأمر لا يقتصر على المواد الغذائية؛ بل كذلك أدوية ومعدات طبية ولقاحات للأطفال والوقود والمياه وغيرها من الأساسيات الضرورية لبقاء الناس على قيد الحياة».
(وكالات)
خطط إسرائيلية لتقسيم غزة إلى قسمين تمهيداً للاحتلال الكامل

خطط إسرائيلية لتقسيم غزة إلى قسمين تمهيداً للاحتلال الكامل
0 تعليق