وسعت إسرائيل حربها على قطاع غزة، أمس الاثنين، وارتكب جيشها سلسلة من المجازر بحق المدنيين والنازحين الفلسطينيين، أبرزها مجزرتين طالت إحداهما مدرسة تؤوي نازحين في مدينة غزة وذهب ضحيتها 36 قتيلاً والثانية استهدفت منزلاً في جباليا البلد راح ضحيتها 19 قتيلاً عدا عن عشرات الجرحى،
أصدر الجيش الإسرائيلي أوامر بإخلاء محافظة خان يونس تمهيداً لعملية اجتياح غير مسبوقة، بالتزامن مع تمديد الحكومة الإسرائيلية أمر الطوارئ الخاص باستدعاء مئات آلاف جنود الاحتياط، في وقت يواجه فيه القطاع أوضاعاً إنسانية كارثية، حيث أعلنت منظمة الصحة العالمية نفاد معظم مخزونات المعدات الطبية، بينما كشفت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة «الفاو» أن أقل من 5% من أراضي غزة الزراعية صالحة للاستخدام جراء الحرب، في حين تحدثت تقارير فلسطينية عن إعدام أربعة أشخاص بسبب نهب شاحنات المساعدات في غزة.
وواصلت قوات الجيش الإسرائيلي، لليوم ال596 على التوالي، عدوانها على قطاع غزة، في إطار حرب توصف بأنها إبادة جماعية بحق المدنيين والنازحين، تتخللها مجازر يومية وجرائم حرب متصاعدة. وفي اليوم ال70 منذ استئناف الهجوم على القطاع، ارتكبت قوات الجيش الإسرائيلي مجزرة جديدة، قتل فيها 33 فلسطينياً، إثر قصف جوي استهدف مدرسة «فهمي الجرجاوي» التي تؤوي نازحين في حي الدرج وسط مدينة غزة. كما قصفت الطائرات الحربية منزلاً في منطقة جباليا البلد شمالي القطاع، ما أوقع 19 قتيلاً من عائلة واحدة (عائلة عبد ربه) وعشرات الجرحى. وذكرت مصادر طبية مساء أمس الاثنين، أن 89 شخصاً قتلوا وأصيب العشرات جراء الهجمات الإسرائيلية المستمرة على مناطق متفرقة من قطاع غزة.
وفي وسط القطاع قصفت المدفعية الإسرائيلية، فجر أمس شرق مدينة دير البلح. وفي جنوب القطاع، تشهد مدينة خان يونس تصعيداً عسكرياً عنيفاً، حيث شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية سلسلة من الغارات الجوية على مناطق متفرقة من المدينة.
وأصدر الجيش الإسرائيلي إنذاراً بالإخلاء «الفوري» لسكان محافظة خان يونس جنوب غزة وخص بالذكر مناطق بني سهيلا والقرارة وعبسان، ذلك بعد إطلاق قذائف صاروخية من القطاع نحو غلاف غزة. وكان الجيش الإسرائيلي أعلن رصد ثلاثة قذائف أطلقت من جنوب القطاع واعتراض أحدها. ووافقت الحكومة الإسرائيلية، أمس الاثنين، على تمديد العمل بأمر الطوارئ رقم 8 المتعلق باستدعاء قوات الاحتياط، بما يتيح تعبئة 450 ألف جندي احتياطي حتى نهاية شهر أغسطس/آب المقبل. ووفقاً للأمر العسكري، فإن التمديد يمنح وزير الجيش الإسرائيلي صلاحية استدعاء جنود الاحتياط لمدة تصل إلى 25 يوماً إضافياً، بناء على تطورات الأوضاع الأمنية، سواء في قطاع غزة أو على الجبهة الشمالية، إضافة إلى تعزيز حماية الحدود. لكن القرار أثار انتقادات قانونية داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية. فقد حذر نائب المستشار القانوني لوزارة الجيش من أن تمديد التعبئة بهذا الحجم، دون اتخاذ خطوات موازية لتعزيز تجنيد المتدينين الأرثوذكس (الحريديم)، «يطرح إشكالية قانونية تتعلق بالمساواة»، وفق ما جاء في مذكرة قانونية مرفقة بمداولات الحكومة.
وتأتي هذه المجازر في وقت يواجه فيه القطاع أوضاعاً إنسانية كارثية، حيث حذرت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي من حالة «انعدام الأمن الغذائي الحاد» في غزة. وأشارت إلى أن السكان يعانون الجوع بشكل غير مسبوق.
من جانبها، قالت منظمة الصحة العالمية، أمس الاثنين إن غالبية مخزونات المعدات الطبية نفدت في غزة إلى جانب 42 بالمئة من الأدوية الأساسية، بما في ذلك مسكنات الألم. وقالت حنان بلخي المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط لصحفيين في جنيف: «بلغنا مستوى الصفر في المخزون بالنسبة لنحو 64 بالمئة من المعدات الطبية و43 بالمئة من الأدوية الأساسية و42 بالمئة من اللقاحات». وأضافت أن 51 شاحنة مساعدات تابعة لمنظمة الصحة العالمية تنتظر على حدود غزة، ولم تحصل بعد على تصريح لدخول القطاع الفلسطيني. وقالت بلخي: «هل يمكن أن تتخيل جرّاحاً يعالج كسراً في العظم دون تخدير؟ المحاليل الوريدية والإبر والضمادات غير متوفرة بالكم المطلوب»، مضيفة أن الأدوية الأساسية مثل المضادات الحيوية ومسكنات الألم وأدوية الأمراض المزمنة شحيحة.
وعلى صعيد متصل، أعلنت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة «الفاو» أن أقل من 5% من الأراضي الزراعية في غزة ما زالت صالحة للزراعة و/أو يمكن الوصول إليها، ما يفاقم خطر المجاعة في القطاع. وفي نهاية إبريل/نيسان، كانت أكثر من 80% من الأراضي الزراعية متضررة ولم يعد من الممكن الوصول إلى 77,8% منها، ليبقى ما نسبته 4,6% فقط من الأراضي الصالحة للزراعة (أي ما يعادل 688 هكتاراً فقط)، بحسب تحليل أجرته الفاو بالتعاون مع مركز الأمم المتحدة للأقمار الصناعية (يونوسات). واعتبرت المنظمة الأممية في بيان أن هذا الوضع «يمعن في تقويض القدرة على الإنتاج الغذائي ويفاقم خطر المجاعة في المنطقة».
إلى ذلك، قالت مصادر مطلعة، أمس الاثنين، إن حركة «حماس» أعدمت أربعة رجال نهبوا بعض شاحنات المساعدات التي بدأت تدخل غزة. وذكر مصدر أن الأربعة شاركوا في واقعة حدثت الأسبوع الماضي عندما قُتل ستة مسؤولين أمنيين في غارة جوية إسرائيلية وهم يعملون على منع أفراد العصابات من نهب شاحنات المساعدات. وذكر بيان أصدره فصيل يطلق على نفسه اسم «المقاومة الفلسطينية» أن سبعة مشتبه بهم آخرين قيد الملاحقة. (وكالات)
عشرات الضحايا بمجزرتين إسرائيليتين في غزة وأومر إخلاء بخان يونس

عشرات الضحايا بمجزرتين إسرائيليتين في غزة وأومر إخلاء بخان يونس
0 تعليق