تواصل أسعار النفط جذب الاهتمام العالمي، خاصة بعد الارتفاع الذي شهدته في بداية التعاملات الآسيوية صباح الاثنين؛ حيث ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 0.6% لتصل إلى 65.15 دولاراً للبرميل، فيما سجل خام غرب تكساس الوسيط 61.87 دولاراً للبرميل بزيادة ملحوظة، جاء هذا الارتفاع نتيجة لقرار الرئيس الأمريكي تمديد مهلة المفاوضات التجارية مع الاتحاد الأوروبي، مما أدى إلى تحسين حالة الأسواق وتخفيف الضغط على الطلب العالمي للوقود.

ارتفاع أسعار النفط وتعزيز الثقة في الأسواق

ساهم قرار الرئيس الأمريكي بتمديد مهلة المحادثات التجارية مع الاتحاد الأوروبي حتى التاسع من يوليو المقبل في انتعاش أسعار النفط، هذا القرار جاء تلبية لطلب رئيسة المفوضية الأوروبية التي أكدت على ضرورة الحصول على مزيد من الوقت لاستكمال النقاشات التجارية، وفقاً لما أظهرته الأسواق، فإن هذه الأخبار أثرت إيجاباً على معنويات المستثمرين، خاصةً مع تقليل المخاوف من فرض رسوم جمركية أمريكية جديدة على المنتجات الأوروبية، وهو ما دعم العقود الآجلة وقلل من تقلبات الأسواق.

دور السياسات الدولية في دعم النفط

من جهة أخرى، أثرت السياسة الدولية فيما يخص الملف النووي بين الولايات المتحدة وطهران على تحجيم تدفق النفط الإيراني للأسواق العالمية، حيث لا تزال المحادثات بين الجانبين في حالة جمود، هذا الأمر دفع بأسعار النفط للتقدم خلال جلسات نهاية الأسبوع الماضي محققةً زيادة بنسبة 0.5%، كما ساهمت عطلة “يوم الذكرى” الأمريكية في تحفيز المشترين على تغطية مراكزهم الاحتياطية نتيجة لتوقف الأسواق، الأمر الذي انعكس على حجم الطلب وزاد من دعم حركة أسعار الخام.

العوامل الاقتصادية الداعمة لأسعار النفط

إلى جانب التطورات السياسية، صدرت بيانات إيجابية من شركة “بيكر هيوز” بخصوص عدد منصات التنقيب عن النفط؛ حيث شهدت انخفاضاً بمقدار 8 منصات خلال الأسبوع الماضي، ليصبح الإجمالي 465 منصة فقط، وهو أدنى مستوى يسجل منذ نوفمبر 2021، يعكس هذا الانخفاض جزئياً الضغط الناتج عن أسعار النفط المنخفضة في الفترة السابقة، ما دفع الشركات لإعادة هيكلة عملياتها للتقليل من التكاليف التشغيلية وتحقيق استفادة من الارتفاع الحالي للأسعار.

اجتماع “أوبك+” والتوقعات بشأن الإنتاج

تتوجه الأنظار نحو الاجتماع المقبل لتحالف “أوبك+”، المقرر عقده خلال الأسبوع القادم، والذي قد يسفر عن زيادة الإنتاج بمقدار 411 ألف برميل يومياً لشهر يوليو، يأتي ذلك في إطار خطط التحالف لزيادة الإنتاج تدريجياً؛ حيث تدرس المنظمة مع حلفائها إمكانية إنهاء التخفيضات الطوعية المتبقية والبالغة نحو 2.2 مليون برميل يومياً بحلول نهاية أكتوبر، يأتي هذا بعد أن تم رفع الإنتاج بمقدار مليون برميل يومياً للأشهر السابقة.