شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا كبيرًا في الآونة الأخيرة، ويعود السبب الرئيسي لذلك إلى انخفاض قيمة الدولار أمام العملات الأخرى، إضافة إلى تصاعد الأوضاع الجيوسياسية حول العالم، مما جعل الذهب خيارًا مثاليًا كملاذ آمن للمستثمرين، ويستمر الطلب المتزايد على المعدن النفيس في دعم مكانته كأصل استثماري حيوي، خصوصًا في ظل تقلبات السوق المتزايدة.

أسعار الذهب وعلاقتها بتراجع الدولار

أشار تقرير صادر عن شركة دار السبائك الكويتية إلى أن أسعار الذهب اختتمت تعاملات الأسبوع الماضي بمكاسب بارزة، حيث وصل سعر الأونصة إلى 3357 دولارًا أمريكيًا، مسجلًا زيادة نسبتها 5.6%، ويُعزى هذا الأداء المميز إلى انخفاض مؤشر الدولار بنسبة 0.84% أمام العملات الرئيسة، مما جعل الذهب أكثر جاذبية للمستثمرين، هذا الانخفاض في قيمة العملة الأمريكية أدى إلى تعزيز الاستثمار في الذهب كملاذ آمن، كما شهدت العقود الآجلة للذهب نموًا بنسبة 2.14%، حيث توقع المستثمرون استمرار الأداء الإيجابي له على المدى القريب.

التوترات الجيوسياسية وأثرها على أسعار الذهب

لعبت التوترات الجيوسياسية دورًا رئيسيًا في تعزيز أسعار الذهب خلال الفترة الأخيرة، من بين هذه العوامل الاحتمال المتزايد لنشوب صراعات بين “إسرائيل” وإيران بشأن منشآتها النووية، وهو ما يهدد بتصعيد الأوضاع في المنطقة، إضافة إلى التصعيد الميداني في أوكرانيا وما يصاحبه من تحذيرات أمريكية بشأن التوترات الإقليمية، دفعت هذه التطورات المستثمرين إلى تحويل رؤوس الأموال نحو الذهب باعتباره استثمارًا أكثر أمانًا، وهو ما ساهم في تحقيق سيولة يومية قدرت بنحو 165 مليار دولار وفقًا لتقارير مجلس الذهب العالمي.

المتغيرات الاقتصادية وتأثيرها على الذهب

بالإضافة إلى العوامل الجيوسياسية، كان للمتغيرات الاقتصادية دور بارز في دعم أسعار الذهب، إذ أثرت التصريحات الأمريكية المتعلقة بفرض رسوم جمركية إضافية على السلع المستوردة، بما في ذلك المنتجات الأوروبية وهواتف آيفون المصنعة خارج الولايات المتحدة، على حركة الأسواق، فزاد هذا من القلق للمستثمرين، محليًا، أظهر تقرير دار السبائك أن الكويت شهدت ارتفاعًا ملحوظًا في أسعار الذهب، حيث سجل سعر جرام الذهب عيار 24 حوالي 33.1 دينار كويتي، في حين بلغ سعر عيار 22 نحو 30.340 دينارًا، يعكس هذا التفاعل المحلي تأثر الأسواق بالتوجهات العالمية واستمرار الطلب المتزايد على الذهب.

التوجهات المستقبلية لأسعار الذهب

تتواصل التوقعات بتعزيز مكانة الذهب كملاذ آمن للمستثمرين في ظل المخاوف المستمرة بشأن الاضطرابات العالمية وتحركات الاقتصاد الدولي، مع وجود تفاؤل تجاه استمرار الأداء الإيجابي للمعدن النفيس على المدى الطويل، لا سيما مع تصاعد الأزمات السياسية والاقتصادية، وإلى جانب ذلك، تستمر جهود بعض الدول في تعزيز احتياطاتها من الذهب، وهو ما يُزيد الطلب العالمي ويعزز استقرار الأسعار في المستقبل.