ارتفعت أسعار الذهب بنسبة 2.1% يوم الجمعة؛ ليقترب الذهب من تحقيق مكاسب أسبوعية قدرها 5%، وجاءت هذه القفزة نتيجة التهديد الذي أطلقه الرئيس الأميركي دونالد ترمب بفرض رسوم جمركية شاملة على الاتحاد الأوروبي، إضافة إلى تهديدات أخرى لشركة “أبل”، مما حفز الإقبال المتزايد على الأصول الآمنة، ويعكس هذا السياق تصاعد دور الذهب كملاذ آمن خلال فترات التوترات الاقتصادية والسياسية.

أسعار الذهب ومستقبل المكاسب

بلغت مكاسب أسعار الذهب هذا العام معدلًا تجاوز 25%، وبهذه النسبة يقترب المعدن النفيس من تحقيق ارتفاع قياسي، حيث لم يعد يفصله سوى 150 دولارًا فقط عن ذروته التاريخية التي وصل إليها في الشهر الماضي، ويعزى هذا الارتفاع إلى تداعيات الحرب التجارية التي تقودها الولايات المتحدة على نطاق واسع، فقد دفعت السياسات الحمائية المستثمرين بعيدًا عن الأسهم التي تواجه مخاطر نتيجة للاضطرابات التجارية العالمية، مما رفع الطلب على الذهب بشكل ملحوظ، كما أن الذهب بات يعكس شعور الأسواق تجاه التطورات الاقتصادية والسياسية المتتالية.

ارتباط الذهب بالتصنيفات الائتمانية

تعزز مؤخرًا الطلب على الذهب كملاذ آمن، خاصة بعد قرار وكالة التصنيف الائتماني “موديز” بخفض تصنيف الولايات المتحدة المالي، وقد زادت المخاوف من أن السياسات المالية والضريبية التي يتبناها الكونغرس الأميركي، والتي تشمل مشروع القانون الضريبي الجديد، قد تؤدي إلى تضخم العجز في ميزانية الدولة، ويأتي ذلك بجانب الضغوط الناتجة عن ارتفاع سعر الدولار عالميًا، مما يترجم توجه المستثمرين بشكل مكثف نحو الذهب كخيار أكثر أمانًا.

تأثير عوائد السندات الأميركية وأسعار الذهب

رغم أن عوائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات سجلت ارتفاعًا يصل إلى 4.5% خلال هذا الأسبوع، وهو مستوى يُفترض أنه يقلص من جاذبية الذهب، إلا أن العلاقة التقليدية العكسية بين أسعار الذهب والعوائد باتت أقل تأثيرًا في الظروف الحالية، وقد فضل العديد من المستثمرين الاتجاه نحو الذهب على الرغم من العوائد المرتفعة، نظراً لتزايد المخاوف الاقتصادية من ركود محتمل أو أزمات مالية جديدة.

تأثير متغيرات السوق على المعادن الأخرى

لم تكن أسعار الذهب وحدها المستفيدة من الظروف الاقتصادية الراهنة، فقد سجل سعر البلاتين أرقامًا قياسية جديدة بوصوله لأعلى مستوى في عامين، وهو يتجه نحو تحقيق مكاسب أسبوعية تفوق 10%، وذلك ليتم تسجيل أقوى أداء للبلاتين منذ أكثر من أربعة أعوام، وفي السياق ذاته، شهدت المعادن الأخرى مثل الفضة والبلاديوم بعض التحركات الفارقة، حيث ارتفعت أسعار الفضة في المقابل، بينما تراجعت معدلات البلاديوم بشكل طفيف، وقد أثرت هذه الاتجاهات على توزيع المحافظ الاستثمارية بين الأصول المختلفة، مع تأكيد استمرارية أهمية الذهب في الأسواق.