ارتفعت أسعار الذهب اليوم لتصل إلى أعلى مستوى لها في أسبوعين، حيث تزايد الطلب على الأصول الآمنة بالتزامن مع المخاوف الاقتصادية العالمية، وسط ضعف الإقبال على السندات الحكومية الأمريكية طويلة الأجل وزيادة ديون الولايات المتحدة، مما يجعل المستثمرين يلتفتون إلى الذهب كملاذ آمن في مواجهة تلك التحديات الاقتصادية.

أسعار الذهب تتأثر باضطراب الأسواق وضعف الدولار

شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا في المعاملات الفورية، مسجلة زيادة بنسبة 0.7% لتصل إلى 3,336.43 دولارًا للأونصة، وهو أعلى مستوى لها منذ فترة، كما ارتفعت العقود الآجلة لتبلغ 3,337.60 دولارًا، ويرجع ذلك إلى تراجع مؤشر الدولار الأمريكي، مما جعل الذهب أكثر جاذبية للمستثمرين الأجانب، إضافة إلى ذلك أكد الخبراء أن استمرار المخاوف التضخمية والركود الاقتصادي في الولايات المتحدة يعزز من اتجاه الأموال نحو السوق الذهبية.

كيلفن وونغ، المحلل في “أواندا”، أشار إلى أن ضعف الدولار مقترنًا بالمخاطر الاقتصادية يؤكد على أهمية الذهب في هذه المرحلة كملاذ آمن في ظل عدم استقرار الأسواق المالية وضعف أداء السندات الأمريكية طويلة الأجل.

زيادة القلق حول السندات الحكومية يدعم أسعار الذهب

شهدت سوق السندات الخاصة بوزارة الخزانة الأمريكية إقبالًا ضعيفًا في الآونة الأخيرة، حيث طرحت سندات لأجل 20 عامًا بقيمة 16 مليار دولار دون مردود إيجابي كافٍ، وهو ما أثار قلقًا في الأسواق المالية وزاد من التقلبات الاقتصادية، وتأتي تلك المستجدات بعد أن خفضت وكالة موديز للتصنيف الائتماني التصنيف السيادي للولايات المتحدة مما يزيد من الضغط على النظام المالي الأمريكي.

• تزايد المخاوف بشأن القدرة على سداد الديون
• ضعف السيولة في الأسواق المالية
• تراجع طلب المستثمرين الأجانب على السندات الأمريكية

من جهة أخرى، تحركات وزارة المالية الأمريكية المتعلقة بخفض الضرائب وزيادة النفقات الحكومية قد يؤدي إلى تضخم مستويات الدين الفيدرالي، مما يعزز الطلب على الذهب كخيار لحماية الثروات في ظل هذه الظروف غير المستقرة.

أسعار المعادن النفيسة الأخرى بين الارتفاع والانخفاض

بينما اتجهت أسعار الذهب نحو الارتفاع، شهدت السلع الأخرى تفاوتًا في الأداء، حيث صعدت أسعار الفضة بنسبة 1% مسجلة 33.66 دولارًا للأونصة، أما البلاتين فقد تراجع بنسبة 0.4% ليصل إلى 1,072.43 دولارًا، في حين انخفض البلاديوم بنسبة كبيرة بلغت 1.4% ليبلغ 1,023.50 دولارًا، تأثرت هذه التغيرات بتقلبات الأسواق العالمية وتراجع الطلب على بعض المعادن النفيسة.

مع ذلك، يبقى الذهب هو المعدن الأكثر استثناءً في ظل اضطرابات الأسواق المالية، إذ يتجه المستثمرون إلى الاحتفاظ به كأصل مقاوم للتضخم وتقلبات العملات، ويتوقع الخبراء استمرار ارتفاع أسعاره لتتجاوز مستويات جديدة خلال الفترة المقبلة مع ضعف الدولار وتطور الأوضاع الجيوسياسية العالمية.