تُعتبر دمية لابوبو الصينية ظاهرة استثنائية اجتاحت الأسواق العالمية ومنصات التواصل الاجتماعي، حيث تجمع بين التصميم الغريب والجاذبية الفريدة التي تخطف الأنظار، فهذه الدمية الصغيرة التي تشبه مخلوقات خيالية ذات ابتسامة غامضة وعيون لامعة أصبحت محط اهتمام واسع، خاصة في الولايات المتحدة وبريطانيا والدول العربية، ما جعلها محط جدل واسع على الصعيدين التجاري والثقافي.

ظاهرة دمية لابوبو: التصميم والجاذبية التي أسرت الجماهير

تعود دمية لابوبو إلى سلسلة “The Monsters” التي أطلقتها شركة بوب مارت الصينية منذ عام 2015، وتتمتع هذه الدمية بشكل فريد يجمع بين الغرابة والجمال، مما جذب إليها جيل الشباب والبالغين من محبي التميز والغرابة، تُباع دمى لابوبو داخل صناديق مغلقة تعرف بـ”Blind Boxes” حيث لا يمكن للمشتري معرفة التصميم الذي سيحصل عليه قبل فتح العلبة، وهذا العنصر الغامض هو ما جعل دمية لابوبو تحظى بشعبية هائلة على منصات السوشيال ميديا مثل تيك توك وإنستجرام.

مبيعات دمية لابوبو وتأثيرها الاقتصادي في الأسواق العالمية

شهدت دمية لابوبو في عام 2024 نجاحاً باهراً، حيث تجاوزت مبيعاتها 3 مليارات يوان (حوالي 419 مليون دولار)، مسهمة بشكل كبير في إيرادات شركة بوب مارت التي بلغت 13.04 مليار يوان، ويُلاحظ ارتفاع كبير في إيرادات السوق الأمريكية بنسبة 900% لتصل إلى 703 ملايين دولار، وهو ما يؤكد قدرة دمية لابوبو على اختراق الأسواق الغربية رغم الحواجز التجارية والاقتصادية، كما أن الإقبال الكبير عليها أدى إلى حدوث ازدحام كبير في المتاجر، خاصة في بريطانيا، مما دفع الشركة لتعليق المبيعات مؤقتاً وإجراء تحقيقات حول سلامة النسخ المقلدة.

الجدل المحيط بدمية لابوبو بين الإعجاب والانتقادات

أثارت دمية لابوبو جدلاً واسعاً بين مؤيديها الذين يرون فيها رمزاً للموضة والتمرد، حيث يدعمها مشاهير عالميون مثل ريهانا وليسا من فرقة BLACKPINK، بينما قُوبلت بانتقادات بسبب النسخ المقلدة التي قد تحتوي على مواد ضارة، مما أثار مخاوف من تأثيراتها على صحة الأطفال، إضافة إلى الجدل حول مفهوم “صناديق المفاجآت” التي تثير قلقاً حول إدمان الغموض والتشويق لدى الأطفال، وقد فرضت السلطات الصينية قيوداً على بيع هذه الدمى للأطفال دون 8 سنوات، مطالبة بموافقة الأهل للفئات الأكبر سناً، في ظل حديث بعض الخبراء عن دمية لابوبو كرمز جديد يعكس الصراعات الثقافية والتجارية بين الصين والغرب في عصر العولمة.