أكدت وزيرة الشؤون الاجتماعية وشؤون الأسرة والطفولة الدكتورة أمثال الحويلة أهمية الأسرة كركيزة أساسية لتماسك المجتمعات وتطورها، مشيرةً إلى ضرورة دمج السياسات الداعمة للأسرة في إطار الجهود الوطنية والدولية، وأوضحت الوزيرة خلال كلمتها في جلسة نقاشية عُقدت ضمن منتدى الأسرة الدولي في إسطنبول أن الكويت قدّمت نموذجاً ريادياً في تبني السياسات الأسرية المتكاملة والشاملة.

دمج السياسات الداعمة للأسرة

شهدت الكويت منذ تأسيسها اهتماماً كبيراً بالأسرة باعتبارها حجر الزاوية في بناء المجتمع، ووفقاً للمادة التاسعة من الدستور الكويتي التي تؤكد أن “الأسرة أساس المجتمع”، فإن الجهود تركزت على وضع سياسات تجمع بين الأبعاد الاجتماعية والتعليمية والصحية لتحقيق الاستقرار الأسري، وقد أظهرت الكويت التزاماً قوياً بضمان هذه الأولويات من خلال استراتيجيات تنموية وطنية تسهم في تعزيز دور الأسرة.

محاور الاستراتيجيات الداعمة للأسرة

أوضحت الحويلة أن دمج السياسات يتطلب استراتيجية شاملة ترتكز على عدة محاور رئيسية:

• تصميم سياسات متكاملة تربط بين التعليم، الصحة، والإسكان لخلق بيئة مشجعة تدعم استقرار الأسرة وتعزيز تماسكها.
• تطوير برامج دعم الأسر ذات الدخل المحدود عبر تحسين المساعدات الاجتماعية وبرامج دعم الأسر المنتجة بما يحقق العدالة الاجتماعية.
• تعزيز الخدمات الصحية والتعليمية وتقديمها بشكل مجاني لجميع فئات المجتمع دون استثناء لضمان الشمولية.
• تطبيق سياسات تسهل التوازن بين العمل والحياة المنزلية، مثل توفير إجازات مدفوعة للأمهات والآباء إضافة إلى تشجيع العمل عن بعد.
• تمكين الأسرة عبر قوانين مثل قانون حماية الأسرة من العنف وقوانين تهدف للتأهيل الاقتصادي للأسر من خلال دعم المشاريع الصغيرة والمتناهية الصغر.

التحديات التي تواجه الأسرة في العصر الحديث

في ظل المتغيرات الراهنة والتحديات الجيوسياسية والاجتماعية والاقتصادية، أكدت الوزيرة الحويلة على أهمية مواجهة التحديات من خلال الاستجابة المبتكرة والسياسات المرنة التي تضمن استقرار الأسرة على الصعيدين الوطني والدولي، هذه التغيرات تتطلب العمل على تعزيز الخطوات التي تحمي الأدوار المجتمعية للأسر وتحافظ على استمراريتها كمرتكز للتنمية.

المبادرات الاجتماعية لتعزيز قيم الأسرة

أطلقت وزارة الشؤون الاجتماعية عدة مبادرات لتعزيز ثقافة الأسرة والوصول إلى المجتمعات المحتاجة، ومن أبرزها الحملة الوطنية لسداد ديون الغارمين والتي تعتمد على معايير دقيقة لضمان تحقيق العدالة للمستفيدين، كما تسعى الوزارة إلى تمكين الجمعيات الأهلية الداعمة للأسرة وتسهيل دورها في المشاركة باتخاذ القرارات وصياغة السياسات، إلى جانب حملات التوعية المجتمعية التي تُرسخ المفاهيم الصحيحة وتعزز القيم الأصيلة للأسرة.

أهداف منتدى الأسرة الدولي

انطلقت أعمال منتدى الأسرة الدولي كجزء من مبادرة “عام الأسرة 2025” تحت شعار “أسرتنا.. مستقبلنا”، حيث يهدف المنتدى إلى تعزيز التعاون الدولي لحماية الأسرة، ويجمع المسؤولين والخبراء والمختصين لبحث فرص وتحديات الأسرة وتشكيل رؤية عالمية موحّدة تدعم جهود الحفاظ على بنية مجتمعية مستقرة، التنظيم العالي الذي شهده المنتدى يعكس مدى أهمية الأسرة كدعامة أساسية للتنمية المستدامة.