شهد العالم في العقود الأخيرة زيادة كبيرة في تواتر وحدة الكوارث الطبيعية، فقد تسببت عوامل مثل تغير المناخ وحركة الصفائح التكتونية في تصاعد تأثير الأعاصير والزلازل والفيضانات وموجات الحر على ملايين الأشخاص حول العالم، هذا الارتفاع في الأضرار البيئية يُشكل تحدياً للبلدان والمنظمات التي تسعى للحدّ من التأثيرات السلبية لهذه الظواهر.

زلزال شرق كريت وتحذيرات من تسونامي

أصدر المركز الأوروبي المتوسطي لرصد الزلازل تحذيراً من احتمالية وقوع تسونامي يهدد الساحل اليوناني بعد زلزال بلغت قوته 6.2 درجة، ضرب هذا الزلزال جزيرتي كريت وسانتوريني ومناطق في تركيا وإيطاليا المحاذية، كما تأسس التحذير على نشاط زلزالي واسع في المنطقة بالتزامن مع التأثير الناتج عن صفائح تكتونية متحركة، ورغم شدة الزلزال، إلا أن السلطات لم تبلغ عن وقوع خسائر بشرية، مما يعكس أهمية الجهود المبذولة لتحسين أنظمة الإنذار المبكر.

النشاط الزلزالي في كريت وتأثير الصفائح التكتونية

منذ عقود، شهدت مناطق كريت وسانتوريني العديد من الهزات الأرضية التي أثارت قلق السكان والسياح، السبب الرئيسي وراء هذه الزلازل هو صدع “نيدروس” التكتوني الذي يقع تحت البحر بين سانتوريني وأمورجوس، هذا الصدع يؤدي إلى هزات مستمرة دون الاعتماد على النشاط البركاني في المنطقة، ومع ذلك، يحذر الباحثون من أن الزلازل المستمرة قد تسبب مستقبلاً نشاطاً بركانياً متزايداً، وهو ما يشكل خطراً إضافياً على الجزر والمناطق الساحلية.

التغير المناخي وزيادة مخاطر تسونامي

يلعب التغير المناخي دوراً مهماً في رفع مخاطر حدوث كوارث طبيعية مثل موجات تسونامي، حيث يؤدي ذوبان الأنهار الجليدية إلى ارتفاع مستوى سطح البحر، مما يزيد من تأثيرات الأمواج العملاقة على المجتمعات الساحلية، إضافة إلى ذلك، تساهم ظواهر الطقس المتطرفة والاحتباس الحراري في تضخيم حجم الأضرار الناتجة عن الكوارث الزلزالية، مما يجعل هذه الظواهر أكثر خطورة في المستقبل.

زلزال مايو وأثره شرق كريت

في 14 مايو، شهدت جزيرة كريت زلزالاً جديداً بلغت قوته 6 درجات على مقياس ريختر، شعر سكان أثينا وتركيا بالهزات الناتجة عن هذا الحدث، ورغم عدم التسبب بضرر ملموس، إلا أن تكرار هذه الهزات يبرز الحاجة إلى تبني استراتيجيات طويلة المدى للتكيف مع المخاطر المتزايدة، والتركيز على تعزيز بنى تحتية مقاومة للكوارث وتطوير نظم تحذير فعّالة لحماية الأرواح والممتلكات.