زلزال كريت الأخير الذي استغرق نحو 20 ثانية أثار فضول المتابعين حول تأثيره وأضراره المحتملة، إذ أفاد الدكتور شريف الهادي، رئيس قسم الزلازل بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، بأن الزلزال لم يُحدث أي تأثير على الأراضي المصرية، يُعزى ذلك إلى بعد مركز الزلزال عن مصر لأكثر من 400 كيلومتر، وهي مسافة آمنة تقلل من احتمالية حدوث أي أضرار على البنية التحتية المصرية.

الشبكة القومية لرصد الزلازل ودورها في مراقبة النشاط الزلزالي

الشبكة القومية لرصد الزلازل تلعب دورًا حيويًا في متابعة النشاط الزلزالي على مدار الساعة، حيث يقوم فريق من الخبراء بتحليل البيانات المتعلقة بالزلازل فور حدوثها، بالإضافة إلى تحديد المواقع الجغرافية للهزات الأرضية وقوتها بدقة، وما يُميز هذه الشبكة هو تقديمها تقارير وتحليلات لحظية تسهم في توعية المواطنين والجهات المعنية بآخر المستجدات.
تأسيس الشبكة القومية جاء بعد زلزال مصر الشهير عام 1992 الذي أظهر الحاجة إلى نظام متخصص لرصد النشاط الزلزالي، ومنذ ذلك الحين، يتم تحديث تقنياتها باستمرار لتواكب أحدث التطورات في مجال علوم الزلازل.

استمرار الهزات الارتدادية وكيفية التعامل معها

وفقًا للهادي، فإن الهزات الارتدادية التي تتبع الزلازل قد تستمر لفترة قصيرة، لكنها عادة ما تكون منخفضة القوة بالمقارنة مع الزلزال الرئيسي، وتتضاءل بمرور الوقت، هذه الظاهرة ليست مدعاة للقلق، خاصة مع تقنيات الرصد الحديثة التي توفر معلومات دقيقة عن شدة الزلازل وطبيعتها.
من الجدير بالذكر أن مصر تمتلك بنية تحتية قوية تسهم في تقليل تأثير النشاط الزلزالي عليها، بالإضافة إلى الوعي المتزايد لدى المواطنين وجهود المؤسسات المعنية في توعيتهم بإجراءات السلامة الواجب اتباعها خلال مثل هذه الأحداث.

أهمية الاستعدادات المسبقة لحالات الطوارئ الزلزالية

الاستعداد المسبق يُعتبر العنصر الأساسي في التخفيف من أخطار الزلازل، خاصة للدول التي تقع ضمن نطاق أحزمة الزلازل، ويتمثل ذلك في تعزيز البنية التحتية وفق المعايير الهندسية الحديثة التي تأخذ في الاعتبار العوامل الجغرافية والطبيعية.
إلى جانب ذلك، تلعب التوعية المجتمعية دورًا كبيرًا في تعريف السكان بالإجراءات الاحترازية التي تشمل:

• معرفة أماكن الإخلاء الآمنة في المنازل والعمل والمدارس
• التأكد من تأمين الأثاث الثقيل لمنعه من السقوط أثناء الاهتزازات
• التدريب الدوري على خطط الطوارئ التي تُعدها السلطات المحلية

ما الذي يميز الزلازل بالمنطقة القريبة من جزيرة كريت؟

منطقة جزيرة كريت تُعتبر من المناطق الزلزالية النشطة نتيجة لحركة الصفائح التكتونية في البحر المتوسط، حيث تشهد هذه المنطقة زلازل متفاوتة القوة بشكل متكرر، إلا أن تأثير هذه الزلازل يقل عند المسافات البعيدة كما هو الحال بالنسبة لمصر.
لا تسبب هذه الزلازل خطرًا كبيرًا طالما تم تحليلها بسرعة ومعالجتها من خلال البيانات التي توفرها الشبكة القومية، مما يعزز من قدرة الدول على اتخاذ القرارات المناسبة للتعامل مع أي سيناريو قد يحدث.