شهدت أسعار الذهب اليوم انخفاضاً ملحوظاً مع تراجعها في المعاملات الفورية والعقود الآجلة، يأتي ذلك بالتزامن مع ارتفاع طفيف في قيمة الدولار الأمريكي وزيادة التفاؤل بشأن احتمالات الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا، هذا الانخفاض يؤثر على إقبال المستثمرين على الذهب الذي يُعتبر من الأصول الآمنة في أوقات الأزمات والتوترات.

أسعار الذهب اليوم وتأثير الدولار

تراجعت أسعار الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.4% لتصل إلى 3215.59 دولاراً للأونصة، بينما انخفضت العقود الآجلة للذهب في الأسواق الأمريكية بنسبة مماثلة لتسجل 3220.70 دولاراً، وقد تزامن هذا التراجع مع تعافي طفيف للدولار الأمريكي، حيث ارتفع بشكل محدود بعد أن كان قد وصل إلى أدنى مستوياته خلال الأسبوع الماضي، هذا التحسن في الدولار يجعل الذهب المُسعّر بهذه العملة أقل جاذبية للمستثمرين من حملة العملات المختلفة.

الأحداث الجيوسياسية وأسواق الذهب

في إطار الجهود الدبلوماسية، أجرى الرئيس الأمريكي اتصالاً مع نظيره الروسي أعلن خلاله أن هناك فرصاً وشيكة للتفاوض بين روسيا وأوكرانيا بهدف التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وقد انعكس هذا التفاؤل سلبياً على أسعار الذهب الذي يشهد عادةً ارتفاعاً في ظل الأزمات والتوترات السياسية، الجدير بالذكر أن الذهب حقق ارتفاعات كبيرة خلال العام الحالي حيث سجل زيادة بنحو 23% نتيجة لتوترات جيوسياسية وأزمات اقتصادية متعددة.

قرارات مجلس الاحتياطي الفيدرالي وتأثيرها

يترقب المستثمرون مواقف مجلس الاحتياطي الفيدرالي التي تلعب دوراً محورياً في تحديد اتجاهات الأسواق العالمية، وأشارت التوقعات إلى احتمالية خفض معدلات الفائدة بحوالي 54 نقطة أساس خلال العام الجاري مع بداية في أكتوبر، من المقرر أن يتحدث عدد من مسؤولي الفيدرالي في وقت لاحق اليوم ما قد يقدم نظرة أوسع حول هذا الاتجاه وتأثيره المتوقع على أسعار الذهب والعملات العالمية.

تأثير انخفاض أسعار الذهب على المعادن الأخرى

لم يقتصر التراجع في الأسواق على الذهب فقط، حيث انخفضت أسعار المعادن النفيسة الأخرى بشكل متفاوت، فقد تراجعت الفضة بنسبة 0.6% لتصل إلى 32.17 دولاراً للأونصة، في حين استقر البلاتين عند 998.04 دولاراً، وشهد البلاديوم أيضاً انخفاضاً بنسبة 0.3% ليصل إلى 971.84 دولاراً، هذه التحركات تعكس تأثير التغيرات الاقتصادية والجيوسياسية على القطاع بأكمله.

آفاق أسعار الذهب في المستقبل

تشير المؤشرات الحالية إلى استمرار التقلبات في أسعار الذهب العالمية، ويعتمد ذلك بشكل كبير على التطورات المرتبطة بسياسات الاحتياطي الفيدرالي وكذلك الأحداث الجيوسياسية بين الدول الكبرى، يظل الدولار الأمريكي عاملاً رئيسياً في تحديد جاذبية الذهب كملاذ آمن، ومع وجود توقعات بخفض معدلات الفائدة فإن احتمالية انتعاش أسعار الذهب قد تتزايد قريباً.