أجمع البيت الأبيض والكرملين على أن المكالمة الهاتفية التي جمعت لأكثر من ساعتين الرئيسين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين، كانت «صريحة ومفيدة»، وتناولت عدداً من القضايا في صدراتها المساعي لإنهاء الحرب في أوكرانيا وتطبيع العلاقات بين البلدين، إضافة إلى ملف إيران النووي، وأبدت أوساط في البلدين ارتياحها للنتائج الأولية لهذا للاتصال الهاتفي الثالث المعلن بين الرئيسين.
وقال ترامب إن مكالمته مع بوتين سارت على ما يرام، وأن موسكو وكييف «ستبدآن فوراً مفاوضات» لوقف إطلاق النار وإنهاء الحرب. وفي منشور على منصة «تروث سوشيال»، قال ترامب إن الفاتيكان، «ممثلاً في البابا، أبدى اهتمامه باستضافة المفاوضات. فلتبدأ العملية!»،
وأضاف ترامب: «ترغب روسيا في إبرام تجارة واسعة النطاق مع الولايات المتحدة بعد انتهاء هذه «المذبحة» الكارثية، وأنا أتفق معها. هناك فرصة هائلة لروسيا لخلق فرص عمل وثروات هائلة. إمكاناتها لا حدود لها». كما قال إن أوكرانيا «يمكن أن تكون مستفيداً كبيراً من التجارة». وأشار ترامب إلى أنه أبلغ مضمون المكالمة فور انتهائها، للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، والمستشار الألماني فريدريش ميرز، والرئيس الفنلندي ألكسندر ستاب.
وقال بوتين، عقب المحادثة، إن موسكو مستعدة للعمل مع كييف على «مذكرة تفاهم» بشأن «اتفاقية سلام محتملة» بين البلدين، بعد أكثر من ثلاث سنوات على بدء الصراع بينهما. ووصف بوتين، المحادثة مع ترامب بأنها كانت «ذات معنى وصريحة ومفيدة للغاية».
وقال إنه أعرب عن امتنانه لترامب لمشاركة الولايات المتحدة في استئناف المحادثات المباشرة بين روسيا وأوكرانيا. وأشار بوتين، وفق وكالة أنباء «سبوتنيك»، إلى أن روسيا تؤيد وقف الأعمال العدائية، لكن من الضروري تطوير أكثر المسارات فعالية نحو السلام.
وكان وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أكد سابقاً، أن التقدم في حل النزاع الأوكراني، يمكن أن يتحقق فقط باللقاء بين الرئيسين ترامب وبوتين. وخلال ذلك نوه روبيو بأنه لم يتم بعد تحديد موعد هذا اللقاء ويجب على الطرفين أن يقررا لاحقاً كيفية ترتيب وتنظيم الحوار بين الرئيسين.
من جانبه أكد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن الجانب الروسي مستعد للعمل على المدى الطويل لإيجاد حل للنزاع الأوكراني، وقال: «هناك عمل شاق، وربما طويل الأمد، ينتظرنا في بعض المجالات. وترتبط التسوية بعدد كبير من التفاصيل الدقيقة التي تحتاج إلى مناقشتها. والجانب الروسي مستعد لهذا العمل». وقال بيسكوف: «من الأفضل بالطبع تحقيق أهدافنا بالوسائل السياسية والدبلوماسية»، مضيفاً أن المحادثة الهاتفية بين بوتين وترامب «محادثة مهمة بالتأكيد بالنظر إلى المحادثات التي جرت في إسطنبول».
وأجرى زعماء بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا مكالمة هاتفية مع ترامب أمس الأول الأحد. وقال ناطق باسم رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في بيان مساء الأحد: إن الزعماء «ناقشوا الوضع في أوكرانيا والكلفة الكارثية للحرب على الجانبين». وأضاف أنهم تحدثوا أيضاً في «الحاجة إلى وقف غير مشروط لإطلاق النار وأن يأخذ الرئيس بوتين محادثات السلام على محمل الجد». وأشار إلى أنهم ناقشوا أيضاً «اللجوء إلى العقوبات إذا فشلت روسيا في الانخراط بشكل جدي في وقف إطلاق النار ومحادثات السلام».
ميدانياً، أعلنت وزارة الدفاع الروسية الاثنين أن قواتها سيطرت على بلدة مارينو في مقاطعة سومي الأوكرانية، فيما سيطرت على بلدة نوفوولينوفنا في دونيتسك. وأشارت إلى أن إجمالي خسائر الجيش الأوكراني في مختلف المحاور بلغ نحو 1215 جندياً خلال 24 ساعة. كما أفادت بإصابة مرافق بنية تحتية لمطارات عسكرية، ومستودعات للذخيرة والمواد العسكرية الأخرى، إضافة إلى نقاط انتشار مؤقت لقوات الجيش الأوكراني في 142 منطقة.
(وكالات)
ترامب وبوتين يفتحان أفقاً جديداً لأزمة أوكرانيا

ترامب وبوتين يفتحان أفقاً جديداً لأزمة أوكرانيا

0 تعليق