إسرائيل – اعتبر زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، مساء الأحد، أن اتفاق حركة الفصائل الفلسطينية وواشنطن على إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي- الأمريكي الأسير بقطاع غزة عيدان ألكسندر يمثل “فشلا ذريعا” لحكومة بنيامين نتنياهو.
وعبر منصة “إكس”، قال لابيد: “التقارير حول اتصالات مباشرة بين حركة الفصائل والولايات المتحدة تُعدّ فشلا سياسيا ذريعا لحكومة إسرائيل ورئيسها”.
وأضاف: “إطلاق سراح عيدان ألكسندر هو أمر مُبارك ومؤثر، لكن لا يمكننا التوقف عنده، يجب أن يقود ذلك إلى صفقة شاملة تُعيد جميع الأسرى إلى بيوتهم، لم يعد لديهم وقت”.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، جرائم إبادة جماعية في غزة، خلّفت أكثر من 172 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.
وتقدر تل أبيب وجود 59 أسيرا إسرائيليا بغزة، منهم 21 أحياء، بينما يقبع بسجونها أكثر من 9900 فلسطيني، يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
واتهم زعيم حزب “معسكر الدولة” المعارض بيني غانتس، عبر “إكس”، حكومة نتنياهو بأنها لا تتحمل مسؤولية الأسرى المحتجزين في غزة.
وقال غانتس: “جميع الأسرى الـ59 مواطنو إسرائيل، ومسؤولية إعادتهم تقع علينا، لقد آن الأوان لرئيس الحكومة أن يتحمّل هذه المسؤولية”.
كما اعتبر زعيم حزب “الديمقراطيون” المعارض يائير غولان، أن “إطلاق سراح الجندي ألكسندر في صفقة تتجاوز نتنياهو هو كابوس يتحقق لعائلات الأسرى ولكل مواطني إسرائيل”.
وشدد غولان، عبر “إكس”، على أن “نتنياهو فعليا تخلّى عن مواطنيه (الأسرى في غزة)، وتركهم لرحمة القوى الأجنبية”.
وتأتي هذه التطورات قبيل جولة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب في المنطقة تشمل السعودية وقطر والإمارات، من الثلاثاء إلى الجمعة المقبلين.
وفي وقت سابق الأحد، قالت حركة الفصائل في بيان إنها “أجرت اتصالات مع الإدارة الأمريكية خلال الأيام الماضية، وأبدت الحركة إيجابية عالية، وسوف يتم إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي الأمريكي عيدان ألكسندر”.
وأضافت أن ذلك يأتي “ضمن الخطوات المبذولة لوقف إطلاق النار، وفتح المعابر، وإدخال المساعدات والإغاثة لأهلنا وشعبنا في قطاع غزة”.
ومؤكدةً جانبا من حديث حركة الفصائل، ذكرت صحيفة “يسرائيل هيوم” أنه مقابل إطلاق سراح ألكسندر ستعيد إسرائيل فتح المعابر، المغلقة منذ 2 مارس/ آذار الماضي، لإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وتحاصر إسرائيل غزة منذ 18 عاما، وبات نحو 1.5 مليون فلسطيني من أصل حوالي 2.4 مليون بالقطاع، بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم، ويعاني القطاع المجاعة؛ جراء إغلاق تل أبيب المعابر بوجه المساعدات الإنسانية.
في المقابل، ادعى نتنياهو، عبر بيان مساء الأحد، أن الإفراج عن ألكسندر سيكون دون مقابل أو شروط.
وأضاف أنه قد يقود إلى مفاوضات بشأن إطلاق سراح أسرى آخرين وفق مقترح سبق أن طرحه المبعوث الرئاسي الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف ووافقت عليه إسرائيل، وفق ادعائه.
وينص مقترح ويتكوف على تمديد وقف إطلاق النار في غزة، مقابل إفراج الفصائل الفلسطينية عن عدد من الأسرى الإسرائيليين الأحياء بالقطاع وبعض الجثث.
وأكدت حركة الفصائل مرارا استعدادها لبدء مفاوضات شاملة، لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين “دفعة واحدة”، مقابل إنهاء الإبادة وانسحاب الجيش الإسرائيلي والإفراج عن أسرى فلسطينيين.
لكن نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، يتهرب بطرح شروط جديدة، أحدثها نزع سلاح حركة الفصائل، وهو ما ترفضه الحركة طالما استمر احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية.
وتقول المعارضة وأهالي الأسرى إن نتنياهو مستمر في حرب الإبادة بغزة رضوخا للجناح اليميني الأكثر تطرفا في حكومته، لتحقيق مصالحه السياسية الخاصة، ولاسيما البقاء في الحكم.
الأناضول
0 تعليق