وفي التفاصيل، كشف جهاز الاستخبارات التركية شحنة تحتوي على 1300 جهاز اتصال لاسلكي (جهاز بيجر) و710 أجهزة شحن محملة بقنابل ومتفجرات، وفق ما نشرته صحيفة “صباح” التركية. وتم رصد الأجهزة في مطار اسطنبول بعد أيام قليلة من انفجارات البيجر في بيروت، وكانت في طريقها إلى لبنان. ووفق الإعلام التركي، كل شيء بدأ بعد أن تلقت الاستخبارات التركية معلومات تفيد بأنه “سيتم إرسال أجهزة اتصال مشابهة لتلك التي استخدمت في تفجيرات سبتمبر في لبنان، من إسطنبول إلى بيروت، فتدخل جهاز الاستخبارات التركي على الفور وبدأ في التدقيق في المطارات والموانئ. وفي 16 سبتمبر أي قبل يوم واحد من الانفجارات في لبنان، وصلت 4 منصات شحن تابعة لشركة SMT Global Logistics Limited التايوانية خدماتها اللوجستية إلى مطار إسطنبول على متن طائرة هونغ كونغ – إسطنبول للشحن برقم الرحلة TK6141. وتحتوي هذه المنصات على إجمالي 61 صندوقا بحمولة تبلغ 850 كيلوغراما، حيث تبين أن الشحنة كانت مبرمجة لإرسالها إلى لبنان بتاريخ 27 سبتمبر 2024 برقم الرحلة TK830 إسطنبول – لبنان / بيروت الساعة 06:50. وتم التحقق من محتويات بوليصة شحن البضائع المرقمة 235 HKG 92890070، وقد وجد أن معلومات المنتج هي “Food Chopper” فتحركت وحدات الأمن وتم فتح الشحنات ليتم فحصها واحدة تلو الأخرى من قبل عناصر قسم المتفجرات التابع لشرطة إسطنبول. وخلال التحقيقات، تم ضبط 1300 قطعة و26 صندوقا، من أجهزة النداء الذهبية Apollo 924 R3 GP موديل 450-470 ميغا هرتز، وكابلات الشحن المرتبطة بها، وشواحن راديو سطح المكتب 710 BC-144N وكابلات وبطاريات هذا الجهاز. كما تم تحديد أن محتوى الشحنة تضمن 144 خلاطا يدويا من ماركة Mini Hand Blender وهي منتجات صالحة على بوليصة الشحن و8 مضاعفات شبكة (منافذ) وكابلات تابعة لهذا الجهاز، و4 أجهزة شبكة، وكابلات تابعة له، و3 مسجلات كاميرات وكابلات تابعة له، وآلة ضغط كابلات هوائية ودواسة قدم تابعة له. وعلى الفور، أحالت الأجهزة الأمنية المعلومات التي حصلت عليها إلى النائب العام المناوب بمكتب مباحث الجرائم الإرهابية، وتم اتخاذ القرارات اللازمة بمصادرة كافة المواد التي تم العثور عليها. وكانت أجهزة النداء والمواد الموجودة في الشحنة المضبوطة مطابقة تماما لأجهزة النداء التي استخدمها الموساد الإسرائيلي في العملية التي فجرت فيها إسرائيل أجهزة النداء في لبنان، وتم إرسالها إلى مختبر الجريمة للفحص لتحديد ما إذا كانت الأجهزة تحتوي على قنابل. وتم فحص جميع المنتجات المضبوطة واحدة تلو الأخرى في مختبر الجرائم والبحث عن القنابل باستخدام تقنية خاصة وخاصة على أجهزة الاستدعاء وأجهزة شحن الراديو. وفي الفحص الأولي لـ 1300 صندوق من طراز Apollo 924 R3 GP Gold، وأجهزة النداء بتردد 450-470 ميغا هرتز وكابلات الشحن المرتبطة بها، تم العثور على مادة تعتبر متفجرة بيضاء ذات قابلية اشتعال عالية ومعدل احتراق، تزن 3 غرامات، داخل كتلة البطارية الصلبة، مع جسم معدني يستخدم لتشغيل جهاز النداء. وخلص البحث أيضا إلى أنه عندما تستقبل هذه الأجهزة إشارة أو أمرا مكثفا فإن البطاريات قد تسخن إلى درجة معينة مما يتسبب في انفجارها، وهو ما سيؤدي إلى الوفاة أو الإصابة. كما تم العثور على آلية قنبلة مماثلة داخل جهاز 710 Desktop Charger BC-144N المسمى شواحن راديو سطح المكتب، والكابلات والبطاريات التي تنتمي إلى هذا الجهاز. وتبين أنه على عكس بطاريات الراديو المستخدمة في الظروف العادية، هناك كتلة بطارية متصلة بدائرة شحن البطارية، وتتكون من بطاريتين، وتوضع هذه الكتلة في مادة جسم معدنية صلبة. كما تم التوصل إلى أن المادة المتفجرة شديدة الاشتعال ذات اللون البني الداكن، قد تم حقنها لاحقا في الجسم المعدني السائل. وتبين أيضا أنه كما في الهجمات التي وقعت في لبنان، كانت هذه المادة المتفجرة ذات اللون البني الداكن تحيط بالبطاريات، وأنه في حالة حدوث ماس كهربائي في مجموعة البطاريات، أو إرسال إشارة مكثفة إلى الجهاز، فقد يحدث انفجار بسبب التسخين، مما يتسبب في الإصابة أو الوفاة. وتمكنت قوات الأمن التركية من تدمير كافة أجهزة الاستدعاء، والشواحن المحملة بالمتفجرات، التي تم ضبطها. وفي أعقاب هذه الاكتشافات، تم رفع مستوى الفحوصات التي أجراها مسؤولو المطار إلى مستوى أعلى، وبدأت عملية بحث على متن رحلة هونغ كونغ TK6091 بعد التأكد من احتمال وجود مواد مماثلة على متن طائرة متجهة من تايوان إلى لبنان، وقد تبين أن بوليصة الشحن المعدة للمواد الموجودة داخل هذه الطائرة تحتوي على آلات قادرة على استقبال وترجمة وإعادة إنشاء الصوت أو الصورة أو غيرها من المعلومات كمعلومات عن المنتج. المصدر: صحيفة “صباح” التركية