نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي: الانتخابات البلدية... دفعة معنوية لعهد عون, اليوم الاثنين 5 مايو 2025 05:04 صباحاًانتهت المرحلة الاولى من الانتخابات البلدية والاختيارية التي استضافتها محافظة جبل لبنان بالامس، بعد قلق وتشكيك من امكان عدم تنفيذها، وصعوبات اعترضت التحضير لها من جهة، وامكان اجرائها بسبب الوضع الامني من جهة ثانية. اما وقد تم تجاوز هذه الصعوبات، فقد كان رئيس الجمهورية هو الرابح الاكبر، لان هذه الانتخابات افتتحت الاستحقاقات الانتخابية في عهده، وتمت في موعدها، ما يعني انها اعطت عون دفعاً معنوياً مطلوباً يسمح له بتحسين موقعه الداخلي في بداية ولايته الرئاسية، والبناء عليها للتطلع الى استحقاقات اخرى اكانت انتخابية ام دستورية ام غيرها... للقول انه بدأ بالفعل مرحلة النهوض، وهو مصرّ على تحقيق انجازات داخلية بالتزامن مع العمل على تحقيق انجازات مطلوبة خارجياً بشكل رئيسي، وفي مقدمها طبعاً ملف سلاح حزب الله.حماسة رئيس الجمهورية للانتخابات البلدية بدت واضحة، وهو واكبها وكأنها انتخابات نيابية او اهم من ذلك، وهذا الحرص نابع من انجاح هذا الاستحقاق الغائب منذ العام 2016، ليؤكد عون انه قادر على تحقيق الانجازات، البسيطة منها والصعبة، وانه يطلب فقط بعض الوقت لينطلق بقوة وثبات نحو الاهداف التي وضعها، والتي يحتاج فيها الى المساعدة من كل الناس في الداخل، كما في الخارج.وعلى الرغم من كل ما قيل، لا يمكن التصديق ان الانتخابات البلدية والاختيارية يمكنها تحديد مسار ومصير بلد، فهي بعيدة كل البعد عن المؤسسات التشريعية والتنفيذية التي يعود اليها قوننة الاتجاه الذي ينحو اليه البلد، ولكنها في المقابل، قادرة على تحديد التوجه السياسي للبلديات، والنسبة التي يمكن من خلالها توقع نفوذ بعض الاحزاب والتيارات السياسية، وما اذا تراجع بالفعل ام بقي على حاله، ام حتى تقدم بعض الشيء، وتكمن اهميته في كونه بمثابة "بروفة" للانتخابات الاصعب والاهم اي النيابي، على الرغم من ان الطابع العام للانتخابات البلدية والاختيارية يأخذ منحى عائلياً بحتاً، الا انه يؤشر بشكل كبير الى قدرة الاحزاب والتيارات السياسية على التأثير في الرأي العام اللبناني، وفق كل منطقة.من هنا، قد لا تكون الانتخابات البلدية والاختيارية مهمة على الصعيد غير المعيشي، ولكن لا يمكن التغاضي عن نتائجها على الصعيد السياسي، ويجب اخذها في الاعتبار والاسراع في اخذ العبر منها، تمهيداً للانتخابات الاهم التي ستطرق الابواب بعد نحو عام. من الطبيعي الا تتكوّن الصورة بعد المرحلة الاولى فقط من الانتخابات، بل يجب انتظار المراحل التي ستلي وبالاخص في الجنوب، الذي لايزال يعيش اوضاعاً بالغة الصعوبة ان من الناحية الامنية والعسكريّة (بفعل الضربات الاسرائيليّة)، او من الناحية السياسية (بفعل انقسام الرأي حول المقاومة وسلاحها)، وحينها يمكن القول ان صورة الوضع الداخلي اللبناني ستتضح اكثر فأكثر وبالتحديد لجهة شعبية حزب الله وحركة امل بعد كل التطورات المتسارعة التي شهدها لبنان في الفترة الماضية، والتي ارخت بثقلها على قاعدة الحزب الشعبية والمعنوية، واثبات وجوده السياسي بعد ان اصبح وجوده العسكري خافتاً وشبه غائب.اسابيع فقط تفصلنا عن استكمال الانتخابات البلدية، وقد تحمل معها مفاجآت، او انها ستبقي للقديم اجواءه وحساباته التي يعتمد عليها للتحضير للمرحلة المقبلة وما ينتظره من تحديات ومشاكل لن يستطيع وحده الوقوف في وجهها، ولكن قد تفيد النظرة اليه داخلياً وخارجياً كلاعب محلّي مؤثر، يملك ما يملك من نفوذ على شريحة كبيرة من المجتمع اللبناني. ولعل هذه المرحلة هي الاكثر حساسية للبنان، لان من شأنها رسم الصورة التي سيكون عليها لعقود طويلة قادمة، وستغيّر وجهته السياسية والاقتصادية والمالية والامنية والعسكرية لسنوات وسنوات.