واصل الجيش الإسرائيلي اقتحاماته واعتداءاته على مخيمات اللاجئين في جنين وطولكرم شمالي الضفة الغربية منذ أكثر من ثلاثة أشهر على التوالي مع تصعيد غير مسبوق في عمليات هدم مئات المنازل والمباني المترافقة مع تهجير الفلسطينيين في الوقت الذي تتصاعد فيه اقتحامات بلدات ومخيمات أخرى إلى جانب اعتداءات يشنها المستوطنون على المنازل والأراضي والمنشآت التجارية.وقال الهلال الأحمر الفلسطيني في بيان إن طفلاً فلسطينياً (13 عاماً) أصيب برصاص الاحتلال في منطقة القدم، ببلدة الزبابدة جنوب شرق جنين، وجرى نقله للمستشفى.وأفاد شهود عيان بأن قوات إسرائيلية اقتحمت البلدة وتمركزت وسطها وأطلقت الرصاص الحي وقنابل الصوت، ما أدى إلى اندلاع مواجهات مع الشبان.وفجر أمس السبت، أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية «وفا» بأن جيش الاحتلال اعتقل شابين فلسطينيين خلال حملة دَهم في مدينتي نابلس وطوباس شمال الضفة الغربية.واقتحم الجيش الإسرائيلي صباح أمس عدة بلدات شمالي الضفة الغربية واعتقل فلسطينيين أحدهما من مدينة نابلس وسط مواجهات اندلعت بين شبان فلسطينيين وجنود الاحتلال المقتحمة تخللها إطلاق نار.وأوردت مصادر فلسطينية أن قوات الاحتلال اقتحمت بلدتي عقربا وأوصرين جنوب مدينة نابلس، ما أدى إلى اندلاع مواجهات مع الشبان في المنطقتين، تخللها إطلاق نار من قبل قوات الاحتلال.كما اعتقلت شاباً فلسطينياً من منطقة عسكر البلد شرق مدينة نابلس قبل انسحابها من المنطقة.وفي الأثناء، أكدت مصادر محلية أن مجموعات من المستوطنين هاجمت الفلسطينيين البدو في منطقة وادي المغاير في عصيرة القبلية جنوب نابلس.وفي منطقة الأغوار الشمالية، تواصلت اعتداءات المستعمرين على منازل الفلسطينيين وممتلكاتهم وأراضيهم الزراعية. وقطع عدد من المستوطنين خطاً ناقلاً للمياه بطول 4 كيلومترات يغذي عدة تجمعات في الأغوار الشمالية، وسرقوه بحسب رئيس مجلس قروي المالح مهدي دراغمة.إلى ذلك، كشف تقرير للمكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان، التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية، أمس السبت، عن «مخطط إسرائيلي كبير» يشمل شق مئات الكيلومترات من الطرق، لربط المستوطنات المقامة بالضفة الغربية المحتلة، مع المدن الإسرائيلية داخل أراضي عام 1948.وذكر أنه خلال عام 2024 «خصصت حكومة الاحتلال 3.1 مليار شيقل (838 مليون دولار) لشق مئات الكيلومترات من الطرق الجديدة والداخلية، بهدف ربط المستوطنات المقامة على أراضي الضفة الغربية، بالمدن داخل أراضي عام 1948».واعتبر التقرير أن ذلك المخطط من شأنه «المساهمة في تنفيذ مشروع الضم الإسرائيلي، وخلق واقع ميداني يصعب تغييره»، كما يؤثر بشكل مباشر في حياة الفلسطينيين، بتقطيع أوصال مدنهم وبلداتهم وقراهم، وزيادة عزلها عن محيطها.وأشار إلى أن المشروع سيؤدي إلى تغيير معالم الضفة الغربية، ويدفع قدماً نحو فرض السيادة الإسرائيلية فعلياً على المناطق المصنفة (ج). ومناطق (ج) هي أكبر مناطق الضفة الغربية، وتشكلت وفق التقسيم الذي انبثق عن اتفاقية أوسلو الثانية عام 1995، وتمثل 61% من مجموع أراضي الضفة.(وكالات)