اليوم الجديد

«سفراء التعايش» يطلقون مبادرات نوعية لصناعة السلام بين الشعوب

أبوظبي/وام

أكد الدكتور إتيان بيرشتولد، سفير جمهورية النمسا لدى دولة الإمارات، أن مبادرة «سفراء التعايش»، التي نظمها مركز منارة للتعايش والحوار مساء أمس، بمقر جامعة السوربون-أبوظبي، تُجسد نموذجاً متقدّماً في محاربة معاداة السامية والتطرف العنيف وخطاب الكراهية، مشيراً إلى أهمية هذه المبادرة في بناء جسور التفاهم بين الثقافات وتعزيز القيم الإنسانية المشتركة.

وقال إن دولة الإمارات تُعد شريكاً استراتيجياً للنمسا وأوروبا والغرب عموماً في جهود التصدي للتطرف وخطاب الكراهية، مؤكداً أن التجربة الإماراتية تُشكل نموذجاً يُحتذى به في هذا المجال.

واستذكر الدكتور بيرشتولد تنظيم بلاده، بالتعاون مع الإمارات، العام الماضي، حواراً دينياً وثقافياً أُقيم في بيت العائلة الإبراهيمية في أبوظبي، وشكّل تجربة ناجحة ومؤثرة في تعزيز التفاهم بين الأديان والثقافات، واصفاً إياه بـ «النجاح الكبير» الذي يمكن الاعتماد عليه كمنصة انطلاق لتوسيع آفاق التعاون وتنفيذ مبادرات مماثلة في المستقبل.

من جانبه، أكد توني سكرو، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة «Adventure Partners» بكاليفورنيا، أن النسخة الثانية من مبادرة «سفراء التعايش» بمشاركة طلاب من جامعات دولية، تمثل نموذجاً عالمياً في تمكين الشباب من تطوير حملات إعلامية واجتماعية رقمية تعزز قيم التعايش والتسامح والتفاهم المتبادل.

وأوضح أن المبادرة تهدف إلى استثمار طاقات الشباب عبر ثلاثة برامج رئيسية، تسعى كل منها إلى إشراكهم في إنتاج محتوى مؤثر يعكس رؤيتهم لمجتمعات أكثر سلاماً، مشيراً إلى أن البرنامج الأول يحمل اسم «أضواء التعايش»، ويعتمد على إعداد ورقة بحثية معمقة من 25 صفحة تقريباً، تتناول حالة الكراهية والتسامح في مجتمعات الطلاب.

وقال إن البرنامج الثاني «جسر التعايش»، يركز على إنتاج فيديوهات عالية الجودة بمستوى هوليوود، تتناول موضوعات مثل التسامح والتعاطف والعدالة الاجتماعية، بينما يتمثل البرنامج الثالث «حلفاء التعايش»، بمجموعة من 5 إلى 15 طالباً تقوم بدور وكالة تسويق اجتماعي وإعلام رقمي متكاملة، تشمل مجالات البحث والإعلان والتصميم الجرافيكي وإنتاج الفيديو ووضع الاستراتيجيات.

من جهته، أعرب القسيس بيشوي فخري، كاهن كنيسة كاتدرائية الأنبا أنطونيوس للأقباط الأرثوذكس في أبوظبي، عن فخره واعتزازه بالمشاركة في فعالية «سفراء التعايش»، مؤكداً أن هذه المبادرات تُجسد قيماً سامية تُعزز مكانة دولة الإمارات كمنارة عالمية للتسامح والتعايش.

وأكد أن مشاركة الشباب تُضفي طابعاً حيوياً على مثل هذه اللقاءات، لما لها من دور كبير في ترسيخ روح التسامح والنقاء في نفوس الأجيال القادمة، وهي الروح التي وصفها بأنها «خالدة ودائمة»، وتنتقل من جيل إلى آخر ببساطة وتلقائية.

وكشف عن مشروع نوعي يتم تنفيذه مع الشباب بعنوان «صانعو السلام»، يستهدف غرس مفاهيم صناعة السلام لدى الأطفال وتعليمهم أسس هذا الفن الإنساني النبيل، مشيراً إلى أن المشروع يشهد تطوراً ملحوظاً، ومعرباً عن تطلعه لتبادل هذه الأفكار البنّاءة والملهمة ضمن أعمال المؤتمر.

بدوره، قال الطالب إسحاق كوتسيوا سيمون، من الجامعة الأمريكية في نيجيريا، إنه وفريقه ينفذون حملة بعنوان «أوبونتو من أجل السلام»، مشيراً إلى أن اسم الحملة مستمد من مفهوم «أوبونتو» الذي يعود إلى خلفية فكرية تعكس روح المجتمعية، والإنسانية المشتركة، والعيش بتناغم وتعايش سلمي.

وأوضح أن فريقه ينفذ ضمن الحملة حوارات للسلام وورش عمل وتدريبات داخل المجتمعات والمدارس، إلى جانب أنشطة للتعامل مع ندرة المياه كوسيلة لبناء السلام، فضلاً عن زراعة الأشجار في المناطق الريفية والمدارس بهدف الحد من إزالة الغابات وتعزيز التشجير.

من ناحيته، أوضح فين موديتا فيهاري ثيرو، ممثل عن معبد دير ماهاميفناوا البوذي في سريلانكا، أن مبادرة «سفراء التعايش» تؤدي دوراً مهماً في نشر رسالة التعايش والسلام والتسامح في جميع أنحاء العالم، مشيراً إلى أن المعبد يعمل عن قرب مع مركز منارة ومع أفراد المجتمع لنشر هذه الرسالة عالمياً، بما في ذلك في سريلانكا.

وكشف عن تعاون مستمر مع المركز لتنظيم فعالية كبرى قريباً في سريلانكا، تهدف إلى ترسيخ ونشر قيم التعايش والسلام والتسامح.

أخبار متعلقة :